عاش سكان مدينة إفران، طيلة ثلاثة أيام، على إقاعات ومنافسات المهرجان العربي للألعاب والرياضات التقليدية.. وهي التظاهرة التي احتضنتها وزارة الشباب والرياضة، وسعت إلى إحياء بعض الرياضات القديمة التي طواها النسيان حتى أصبحت أدواتها دخائر متحفية. الدورة الثالثة للمهرجان العربي للألعاب والرياضات جاءت لتكميل الميثاق الذي اتفق عليه وزراء الشباب والرياضة العرب خلال مجلس وزاري بشرم الشيخ، بمصر في شهر ماي الماضي، والذي دعا إلى إعادة إحياء بعض أنواع الرياضات القديمة والنهوض بها، لكونها تعبر عن الهوية والثقافة العربية، وتمنح مجتمعات المنطقة خصوصية واختلاف عن كل الرياضات التي تتمثل تحت سقف اتحادات عالمية. هذه الدورة عرفت استضافة دولة قطر كضيف شرف من خلال مشاركتها برياضة "الصقارة"، وهي نوع تراثي قديم يعتمد على صيد الصقور وترويضها، وهذا النوع من الألعاب يُعد مميزا من خلال طقوسه ولباسه والموسيقى المرافقة له. وكانت لبنان وفلسطين حاضرتين بقوة من خلال مشاركتهما برياضات "رفع الجرن" و"رفع المحدلة" و"رفع المخل"، وهي كلها ألعاب تعتمد على القوة ويمكن تشبيهها في الغالب برياضة رفع الأثقال الشهيرة إلى حد برمجتها ضمن الرياضات الأولمبية. من جهة أخرى، كان المغرب، البلد المضيف، حاضرا بقوة خلال المهرجان العربي للألعاب والرياضات التقليدية بإفران، وذلك بعدة أصناف رياضية شعبية أبرزها "شيرا" و"أزكاو" و"الراح" و"أردوخ".. وهي كلها رياضات جماعية تعتمد على القوة البدنية والتركيز الذهني. وتهدف وزارة الشباب والرياضة إلى تسويق المهرجان على نطاق واسع، ويأتي ذلك بهدف تسليط الأضواء على رياضات طواها النسيان.. كما أن الوزارة الوصية تسعى إلى هيكلة هذه الأنشطة، كما عبر عن ذلك الوزير محمد أوزين خلال حفل افتتاح المهرجان، معتبرا أن الموعد الملتئم بإفران هو "بداية مسار طويل نحو الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي، وبالتحديد الرياضات التقليدية". * لمزيد من أخبار الرياضة زوروا هسبريس الرياضية