يعدّ الشارع المطل على البحر بوهران غربي الجزائر، المعروف ب"واجهة البحر"، مقصدا للسياح الأجانب، حيث يبرمجونه كأهم محطة في أجندتهم السياحية، كلّما حلّوا بالمدينة، نظرا لروعة تصميمه وتناسق بناياته الممتدة على أربعة أميال معانقة زرقة البحر. أمين سرايدي، مصور فوتوغرافي، اعتاد التقاط الصور للسياح بواجهة البحر بوهران، الكائنة على بعد 450 كيلومترا غرب الجزائر العاصمة، قال: "أنا أمتهن التصوير الفوتوغرافي منذ سنوات، التقطت عديد الصور لسياح من بلدان مختلفة بواجهة البحر، لقد أسرهم المكان". وتابع سرايدي: "ما من سائح يأتي إلى واجهة البحر، إلا ويقع في حبّها، إنها تمنحهم السكينة والراحة، خاصة عندما ينظرون إلى البحر والبواخر التي تشقّ عبابه".. ومضى: "الذي يزور وهران ولا يذهب إلى واجهة البحر، أعتبره لم يزر المدينة إطلاقا". ويقع شارع واجهة البحر على بعد أميال من وسط مدينة وهران، ويكفي أن تسأل أي مواطن حتى يدلّك على المكان، الطريق إليه سهل، كون كل المسالك تؤّدي إليه، وما يثير الانتباه فيه هي تلك البنايات المصممة على الطريقة الأوربية في شكل عمارات ذات علو مرتفع متراصة، مبنية على الطريقة الأوربية، تقابل شرفاتها البحر، في حين نجد في الأسفل رصيف ممتد على طول 4 أميال، تتخلله مقاعد للجلوس، أمامها جدار قصير يتكئ عليه السياح لأخذ الصور، وأسفل هذا الجدار هناك الميناء الذي يعتبر الثاني في الجزائر بعد ميناء العاصمة. ومن الناحية التاريخية، فإن "واجهة البحر"، تم تشييدها في عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبالضبط في عام 1949، وبعد الاستقلال أضحت وجهة مفضلة للسياح من داخل وخارج الوطن. وفي السياق، قالت إيلسا ردريغاز، وهي سائحة إسبانية في العقد الثاني من العمر، في حديث معها:"وهران لا تختلف عن المدن الأوربية، شعرت بأنّي في فرنسا أو إسبانيا، وما أثار إعجابي فعلا هي واجهة البحر، إنها أجمل واجهة رأيتها في حياتي".. وأضافت إيلسا: "التقطت صورا للذكرى بواجهة البحر، وسأعود المرّة القادمة، لقد قضيت أوقاتا ممتعة؛ وأنا جالسة أمام البحر، شعرت بالراحة والسكينة". أما لؤي أحمد، وهو مصري، فقد ذكر بأن وهران تشبه كثيرا مدينة الاسكندرية في بلاده، وتحمل نفس ملامحها العمرانية، بما فيها واجهة البحر، التي يعتقد بأنها أجمل ما رأيت عيناه على حدّ قوله. وباشرت محافظة وهران، مؤخرا، أعمال تهيئة لواجهة البحر، من طلاء وتزفيت ووضع بلاط جديد للأرصفة، في خطوة لاستقطاب السياح، الذين أضحوا يتدفقون في السنوات الأخيرة بكثرة على المكان. * وكالة أنباء الأناضول