في غمرة الهيجان الشعبي في دول العالم العربي والغربي، الذي صاحب الجرائم البشعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 20 يوما، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما أسماها الشعوب الحرة، إلى "انتفاضة عالمية"، قال إنها "واجبة الآن"، من أجل الوقوف مع الحق في غزة، و"التصدي للعدوان الغاشم من تل أبيب المعتدية". الاتحاد العالمي، الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي ويضم في عضويته أزيد من 60 عالما دينيا من مختلف المذاهب ضمنهم مغاربة، قال، في بلاغ صادر اليوم، إن دعم أهل غزة "واجب شرعي على المسلمين كافة"، وبكافة الوسائل التي ترفع عنهم العدوان، واصفا ما يعيشه القطاع بجحيم الاعتداءات والحرب الإجرامية الصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني. وفي وقت لم يقدم فيه "علماء المسلمين" أي مبادرة عملية لوقف العدوان الإسرائيلي أو التهدئة المرحلية، اكتفى بمطالبة الدول العربية والإسلامية بالتحرك على المستوى الدولي والإقليمي لوقف العدوان على غزة وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني. البلاغ، الذي اطلعت عليه "هسبريس"، دعا أيضا "العالم الحر" إلى العمل على سرعة وقف العدوان الصهيوني على أهل غزة، وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني العادلة، "التي أقلها وقف الحصار الآثم على غزة، وفتح المعابر للاتصال بالعالم، وعدم المساس بالمقدسات، والسماح لكل الفلسطنيين بالصلاة في المسجد الأقصي، وعودة الفلسطينيين لبلادهم، وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية". وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الفلسطينيين بالثبات والوحدة في وجه العدو الصهيوني الآثم، على أهل القدس والضفة "المنتفضين لدعم إخوانهم في غزة"، مثمنا في الوقت ذاته حراك الفلسطينيين في القدس والضفة، وباقي المدن الفلسطينية، "التي هبت وانتفضت لدعم أهل غزة في محنتهم الحالية". مزيد من الضحايا وتخطى شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عتبة الألف شهيد، على إثر شن الجيش الاسرائيلي، منذ السابع من يوليوز الجاري، لعملية عسكرية واسع تحت اسم "الجرف الصامد"، بداعي تدمير أنفاق قال إن حركة حماس تستغلها لإطلاق صواريخ على إسرائيل. وتشير إحصائيات رسمية تقدمها وزارة الصحة في غزة، إلى سقوط أزيد من 1030 شهيد وأكثر من 6200 جريح فلسطيني، في مقابل ذلك أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 43 جندي وضابط إسرائيلي و3 مدنيين آخرين، إلا أن كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قالت إنها قتلت 80 جنديا إسرائيليا وأسرت آخر. وفي حصيلة أولية رسمية، خلف العدوان الإسرائيلي دمارا شاملا في منشآت قطاع الغزة المدنية، شملت تدمير حوالي 1960 وحدة سكنية، وتضرر أزيد من 22 ألف و600 وحدة أخرى، منها 1680 وحدة سكنية صارت غير صالحة للسكن. هدنة غير مكتملة ويعيش قطاع غزة خلال اليوم الحالي على وقع هدنة إنسانية غير مستقرة، بعد أن أقرتها الحكومة الإسرائيلية، أمس السبت، لمدة 24 ساعة بدأت منتصف ليل الأحد - الإثنين، إلا أن الفصائل الفلسطينية في غزة رفضتها، بداعي أنها تهدئة من جانب واحد ولا تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم. هذا، في وقت تستمر فيه جهود دولية، تتبناها دول غربية وعربية، أبرزها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر، من أجل تنفيذ تهدئة تستمر لأيام، يتوقف على إثرها العدوان الإسرائيلي وتسمح بإدخال مساعدات إنسانية للضحايا داخل القطاع.