على النهج ذاته الذي سلكته الأحزاب السياسية المعارضة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بمناسبة مناقشة عرضه حول الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، في الجلسة المشتركة التي عقدها البرلمان ليلة الاثنين، هاجمت النقابات الحصيلة الحكومية، واصفة إياها "بالهزيلة والتي لم ترق لانتظارات الطبقة العاملة". محمد دعيدعة، رئيس الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية بمجلس المستشارين بمجلس النواب، اختار تصويب مدفعيته اتجاه شخص الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، ناعتا إياه بالمغرور، لكونه "اغتر بعدد المقاعد التي حصل عليها في انتخابات جرت في ظروف استثنائية نَتَجت عن الحراك الشعبي والشبابي" على حد قول دعيدعة. ودعا رئيس الفريق الفيدرالي بنكيران إلى "التحرر من الغرور، والتحلي بفضائل الإنصات والتواضع"، مخاطبا إياه "إنكم تنسون أو تتناسون أن عدد مقاعدكم في مجلس النواب لا يخول لكم الحق في ممارسات الحزب الأغلبي". ومن جهة ثانية انتقد دعيدعة منطق تعامل رئيس الحكومة مع المنظمات المالية الدولية، موضحا أن "بنكيران استدعانا لنكون شهودا فقط على زواجه مع صندوق النقد الدولي، وليس لممارسة دورنا الدستوري في مراقبة العمل الحكومي على ضوء الالتزامات المعبر عنها في البرنامج الحكومي". وبعدما أشار دعيدعة إلى أن ما قدمه بنكيران لا يعدو "أن يكون خطابا مفككا ومضطربا وفاقدا لخيط ناظم"، اتهمه بإشعال فتائل النزاعات مع حلفائه، وفتح جبهات النزاع، مع المعارضة في البرلمان والمركزيات النقابية والمجتمع المدني". دعيدعة الذي رفض ما سماه "مزايدات" رئيس الحكومة بأن حزبه هو "ضمانة استقرار البلاد"، نبه إلى أن حرص المغاربة على استقرار بلادهم جاء بعدما ظهرت نتائج مغامرات الجماعات الإسلامية في الشرق، لأن للمغرب حصانته ضد المغامرات العمياء، وله القدرة على إحباط هذه المغامرات في المهد". وخاطب المستشار ذاته رئيس الحكومة بالقول "إن المغاربة لا يربطون استقرارهم بوجود حكومتكم، وهم لا يخشون أي تهديد بالمساس بهذا الاستقرار، بعد أن تصالح المغرب مع ماضيه وذاته". "إن حرص المغاربة على استقرار بلادهم كذلك لا يعني أنهم لا يشعرون بالغضب اتجاه قرارات حكومتكم"، يوجه دعيدعة خطابه لرئيس الحكومة، مسجلا "هجوم الحكومة على قدرة المواطنين الشرائية، والمساس بالحقوق المكتسبة في ميدان التقاعد، وتقليص المرتبات ومناصب الشغل، والزيادة في الضرائب، والمساس بالحريات والمكتسبات".