سارعت المذيعة المصرية، أماني الخياط، اليوم في برنامجها الصباحي على قناة "أون تي في"، إلى تقديم اعتذارها الشديد للملك محمد السادس، وجميع المغاربة فردا فردا، على إثر ما جاء على لسانها في حلقة أمس، والتي قالت فيها إن المغرب متقدم بين الدول في ترتيب "السيدا" ، واقتصاده قائم بالأساس على عائدات الدعارة. وبدأت الخياط حلقة اليوم من برنامجها "صباح أو تي في "، بالتأكيد على أنها لا تجد أدنى غضاضة في أن توجه اعتذارها الشخصي لملك المغرب، ولكل شخصية أو مسؤول في المغرب، ولكل مواطن مغربي تأذى من تصريحاتها تلك"، موضحة أنها "لم توفق في إيصال فكرتها حول موضوع "المتاجرة بالدين". وكانت الخياط قد قدمت "تحليلا" في برنامجها لما رأته أوضاعا "سوداء" في المغرب، من قبيل صفقة الملك مع الإسلاميين، وتفشي مرض السيدا والدعارة في البلاد، من أجل تسفيه دعوة خالد مشعل، القيادي البارز في حركة "حماس"، المغاربة لتحرير فلسطين، بالرغم من أن التسجيل الذي كان يتحدث فيه مشعل كان قديما. وقالت المذيعة، التي بدت اليوم أكثر "هدوء" من حلقة أمس حيث كانت لغتها غاضبة ونبرات صوتها حادة، وهي تهاجم مشعل وتتهم المغرب باحتضان الدعارة، إن العبارات خانتها والحماسة أخذتها من شدة التأثر من مشهد الدم الفلسطيني، بينما يدعو مشعل المغاربة لتحرير فلسطين، معتبرة ذلك "متاجرة بالدين". وبعد أن اعتذرت المذيعة المصرية للمغرب قيادة وشعبا، أبرزت أنه رغم عدم زيارتها للمغرب من قبل، فإنها تربت في وجدانها على إنجازات عدد كبير من المفكرين والمثقفين المغاربة، وخصت بالذكر الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري، واستشهدت بكتب له قالت إنها تأثرت بها في تكون شخصيتها وتحليلها، وهي "العقل العربي" و"نحن والتراث، و"فهم القرآن الحكيم". ودعت الخياط الناشطين والمعلقين المغاربة الذين "هاجموها" في صفحة البرنامج في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى "الرفق في الكلام والابتعاد عن التعبيرات السيئة، وإلى عدم استخدام مفردات لا تليق"، تضيف المذيعة المصرية، مشددة على أنه "لا يتعين السقوط في نفس الخطأ وتبادل المواقع". وبدا أن اعتذار المذيعة المصرية على تصريحاتها السابقة جاء عقب ضغوط من إدارة القناة التي وعدت بفتح تحقيق في تصريحات المذيعة المصرية، حيث نُسب إلى رجل الأعمال المصري المعروف، نجيب سواريس، مالك القناة، بأنه سيقوم بالتحقيق بنفسه، ويعتذر للمغاربة مقدما". غير أن اعتذار القناة المصرية جاء خصوصا بعد الغضب الهائل الذي أبداه مغاربة اتصلوا بالبرنامج عبر روابطه في مواقع التواصل الاجتماعي، والذين عبروا عن استيائهم البالغ من كلام الخياط في حق بلدهم، كما طالبوا باعتذار رسمي للمغرب، وطرد المذيعة من القناة بسبب جرأتها في اتهام المملكة بأوصاف لا تليق.