في الوقت الذي أخلى فيه نبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، مسؤوليته المباشرة عن حادث انهيار العمارات المشيدة بطريقة غير قانونية في حي بوركون، والتي أودت بحياة 23 ضحية معظمهم نساء، نأى كبار المسؤولين المحليين في الدارالبيضاء بأنفسهم عن تورطهم في هذه الحادثة. وفضل بنعبد الله أن يلقي بالمسؤولية على عاتق كل مكونات الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران والتي قال إنها تتحمل مسؤوليتها بشكل جماعي فيما يحدث، بينما تفادى التطرق للخطر المحدق بالسكان الذين يقطنون دورا آيلة للسقوط، أو باقي الأسر التي تقطن في مساكن تم تشييدها بطرق غير قانونية، ولا تتوفر فيها معايير السلامة المطلوبة في مجال البناء. ويتحاشى كبار المسؤولين المحليين في العاصمة الاقتصادية الخوض في مشكل الدور الآيلة للسقوط التي تهدد ما يزيد عن 360 ألف نسمة، وفق تأكيدات عبد المالك الكحيلي رئيس اللجنة الاجتماعية بمجلس مدينة الدارالبيضاء، الذي أفاد أن مشكل الدور الآيلة للسقوط في الدارالبيضاء التي يزيد عددها عن 3000 بناية آيلة للسقوط، تستدعي تدخلا عاجلا من طرف الحكومة بكل مكوناتها للتسريع بحل هذه الإشكالية. وطالب الكحيلي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، المسؤولين الحكوميين بضرورة تحمل مسؤولياتهم بشكل تضامني لتفادي كارثة إنسانية، والتوقف عن التحرك بشكل مؤقت كلما وقعت الكارثة"، معتبرا أن "الحكومة مطالبة بتتبع أعمال العمران و"صوناداك" اللذان يشرفان على عمليات إسكان السكان المهددة دورهم بالسقوط، من أجل ضمان نجاعة المبادرات التي تتم في هذا السياق". ووجه موسى سيراج الدين، رئيس جمعية أولاد المدينة، أصابع الاتهام بشكل مباشر لما أسماه ب "اللوبي المتحكم في مصير مدينة الدارالبيضاء"، الذي يرفض حسبه التسريع بحل معضلة الدور الآيلة للسقوط، وغيرها من المشاكل العمرانية التي تعانيها ساكنة العاصمة الاقتصادية". ويرى سيراج الدين أن مشكل الدور الآيلة للسقوط أثير مرارا وتكرارا، مضيفا أن "المسؤولين لا يتصرفون إلا بعد وقوع الكارثة، ويتعاملون مع الأمر بشكل مؤقت، قبل أن يتم ترك الساكنة المعنية تواجه مصيرها لوحدها" . وقال رئيس جمعية أولاد المدينة، في تصريح لهسبريس، إنه "يجب إيجاد حل جذري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، مردفا "بالنسبة لنا يجب تغيير 75 في المائة من المسؤولين بمن فيهم السلطة والمنتخبون، لتطبيق مضامين الخطاب الملكي، وقطع دابر اللوبيات، والعمل على إعادة تأهيل الدارالبيضاء ومحاربة الفساد". يشار إلى أن إحصائيات شبه رسمية تشير إلى أن عدد الدور الآيلة للسقوط بتراب مدينة الدارالبيضاء يبلغ حوالي 2870 بناية، وأن أكبر نسبة توجد في عمالات مقاطعات الفداء - مرس السلطان ب1874 بناية، أي بنسبة 65 في المائة. وسبق للوكالة الحضرية لولاية الدارالبيضاء الكبرى أن قامت بإجراء خبرة على البنايات الموجودة داخل أسوار المدينة القديمة عبر مكتب متخصص للدراسات أبانت عن وجود 121 بناية مهددة بالسقوط ويجب هدمها. وأوردت نفس الدراسة أن ما يناهز 34 بناية مهدمة جزئيا ويجب هدمها٬ و282 بناية يجب تدعيمها٬ و18 مرفقا يحتاج إلى التدعيم٬ و29 بناية غير مهددة بالسقوط.