اختار خطيب الجمعة لمسجد للا أسماء بالرباط موضوع فضائل العقل ومزايا أولي الألباب كمحور رئيسي لخطبته التي ألقاها بحضور الملك محمد السادس اليوم، مبرزا أن "الله خلق الإنسان ومن عليه بنعمة العقل والتمييز بعد نعمة الخلق والإيجاد، وذلك لأن العقل هو موطن التفكير ومناط التكليف". وبين الخطيب أن الله امتدح أولي العقول والألباب، لأنهم وظفوا عقولهم فيما يرضي الله، وتجنبوا كل ما يسخطه سبحانه تعالى، حيث وصف جل جلاله أولي الألباب بصفات عظام استحقوا بها دخول الجنة، هم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم. وفصل الخطيب في صفات أولي العقول والألباب، أولها أنهم لا ينقضون عهدا عاهدوه ولا ميثاقا، لعلمهم أن الله تعالى أمر بالوفاء بالعهود والعقود والتزام المواثيق، وثانيها أنهم يصلون ما أمر الله به أن يوصل، سواء وصل ما بينهم وبين الله تعالى، أو وصل ما بينهم وبين الخلق من النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرادة الخير لكل الخلق. أما الصفة الثالثة لأولي الألباب، يضيف الخطيب، فإنهم يخشون ربهم في السر والعلن ،ويرجون رحمته ويخافون عذابه وعقابه، لا سيما أن تقوى الله وخشيته والخوف من عذابه هي سراج وضاء في القلب به يبصر المرء مواضع الخير فيقبل عليها ومواطن الشر فيبتعد عنها. والصفة الرابعة هي صفة الصبر، ذلك لأن أولي الألباب أدركوا طبيعة الحياة الدنيا وعلموا أنها لا تستقر على حال ولا تسير على منوال، وأيقنوا أن المؤمن في الدنيا في اختبار وامتحان دائم، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، أما الصفة الخامسة فهي إقامة الصلاة باعتبارها صلة بين العبد و ربه. وتتجلى الصفة السادسة، التي امتدح الله بها أصحاب الألباب، في صفة الإنفاق شكرا لنعمة الوهاب، فبرهنوا بذلك على صدق الإيمان ليمنحوا يوم القيامة الأمن والأمان، لا سيما أن الانفاق يصون الكرامة ويحفظ المكان ، ويزيد المال بركة وحفظا كما يزيد الأمة بركة وأمانا. أما الصفة الأخيرة، يتابع الخطيب، التي ختم الله بها هذه الصفات، فهي أنهم يدفعون السيئة بالحسنة لأن هذا التصرف الحكيم يطفئ جذوة الشر، ويرد الأمور إلى الخير والصفاء، ويدفع كيد الشيطان ونزعاته، علما بأن مواجهة السيئة بالحسنة فيها فضل كثير وثواب عظيم" يورد خطيب الجمعة.