اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بعلاقات مصر مع السودان وأثيوبيا، إلى جانب اهتمامها بمستجدات الأزمة العراقية. وفي هذا السياق سلطت الصحف المصرية، وفي مقدمتها (الأهرام) الأضواء على الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم، والتي أكد فيها أن بلاده تعتبر السودان "عمقها الاستراتيجي"، معربا عن أمله في أن تسهم الزيارة في "دعم وتنمية العلاقات بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين المصري والسوداني". واهتمت الصحف المصرية أيضا باللقاء الذي جمع الرئيس السيسي، على هامش أشغال قمة الاتحاد الأفريقي التي احتضنتها عاصمة غينيا الاستوائية ،مالابو، مع رئيس وزراء أثيوبيا هيلي ميريام ديسالين، حيث أصدر البلدان على إثر هذا اللقاء بيانا مشتركا. وقالت صحيفة (الجمهورية) إن البيان المشترك أكد فيه البلدان "التزامهما المتبادل بمبادئ التعاون والاحترام وحسن الجوار ،واحترام القانون الدولي وتحقيق المكاسب المشتركة. كما التزمت أثيوبيا بتجنب أي ضرر محتمل من سد النهضة على استخدامات مصر من المياه ، وعودة فورية لعمل اللجنة الثلاثية، وتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية، واحترام مختلف مراحل مشروع سد النهضة". وتحت عنوان "السيسي ينتصر في معركة سد النهضة" قالت صحيفة (اليوم السابع) إن القاهرة وأديس أبابا "تطلقان بيان البنود السبعة ،وتتفقان على استئناف عمل لجنة سد النهضة"، مبرزة اتفاق السيسي ورئيس وزراء اثيوبيا على الالتزام باحترام مبادئ القانون الدولي وتجنب الإضرار باستخدامات مصر من مياه النيل. وتركز اهتمام الصحف السودانية بدورها بالزيارة الخاطفة التي قام الرئيس المصري أمس إلى الخرطوم، حيث أشارت صحيفة ( الرأي العام) إلى أن الزيارة، "التي طغت عليها ملفات شائكة في المنطقة لكنها لم تحظ بالنقاش المستفيض إنما تطابقت وجهات النظر حول معالجتها، حظيت باهتمام إعلامي محلي وعالمي لافت، ربما من منظور العلاقات التي ميزت البلدين مدا وجزرا طوال السنوات الثلاث الأخير ، أو ربما لتداخل ملفات عديدة شائكة تكاد بين الحين والآخر تقلق هدوء العاصمتين المنشغلة كل واحدة منهما بما يكفيها من منغصات". واعتبرت صحيفة ( اليوم التالي ) أن " الرئيس السيسي بمروره العابر بالخرطوم أمس أثبت أن الأمور ببين البلدين يمكن أن تتحسن بشكل مؤسس ، وبالإمكان أن تحدث معالجة للملفات المشتركة عن طريق حوار جاد ، حوار يثبت الحق لأهله ويعيد لنا حقنا الضائع وتنتقل بعده علاقة مصر معنا من مرحلة عدم الثقة في حدودها الجنوبية إلى مرحلة بناء تحالف إستراتيجي مشترك مع السودان ". وقالت صحيفة ( التغيير) إن" زيارة الرئيس السيسي للخرطوم بعد أيام قليلة من تنصيبه رئيسا منتخبا في شمال الوادي ، كأنه يريد أن يقول من خلالها مرحبا إخوتنا في جنوب الوادي ، فما يجمعنا أكبر مما يفرقنا. فهل يتمكن المشيران البشير والسيسي من معالجة أزمة حلاييب وقضايا الحريات الأربع". وكتبت صحيفة ( الانتباهة) " للحقيقة لم يسمع من الرئيس المصري الجديد موقف واضح تجاه علاقات بلاده مع السودان وقضاياه ، لكن السلوك الإعلامي وبعض الدوائر السياسية المصرية المؤيدة له ، أفصحت بعداء سافر عن مواقفها ضد السودان، يجد كثير من السودانيين أنفسهم في مواجهة حقيقة واضحة هي أن العلاقات بين البلدين يجب أن تتجاوز أغلفة المجاملة السياسية والشعارات لتصل إلى المضامين الحقيقية والمصارحة والوضوح دون أن تغوص الأرجل والأيدي في العبارات اللزجة والمعاني التي شاخت في الألسن والحلوق". وتناولت الصحف الأردنية تطورات الأحداث على الساحة العراقية، إن على مستوى تفاعلاتها الداخلية أو الجهود الدولية لتسريع وتيرة تشكيل حكومة جديدة . وهكذا كتبت صحيفة، (الغد) أن العراقيين، والسنة تحديدا، إن لم يكونوا قد خبروا هم ذاتهم سابقا فظائع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فإنهم قطعا شاهدوا الكثير من هذه الفظائع ترتكب على مسافة قريبة جدا منهم في سورية، والتي قد يكون أخفها، ضمن مظاهر أخرى كثيرة، الإعدام والصلب. ومع ذلك، لم يتردد هؤلاء العراقيون، في غالبيتهم العظمى على الأقل، في التعبير عن بهجتهم منذ بدء التنظيم بالسيطرة على مناطقهم". وأضافت أنه "إذا كان من الممكن القول إن ما يجري في العراق هو حراك (أو ثورة) سني شامل، بحيث لا يشكل "داعش"، إلا جزءا منه، يصل وفق أقصى التقديرات إلى 20 في المائة فقط من مجموع الحراك، فإن السؤال المحير يظل قائما بشأن تزايد أعداد العرب المنتسبين إلى التنظيم، رغم رؤيته العدمية، وبحيث يكون الانخراط فيه مرتبطا باحتمالية الموت أكثر من تحقيق أي هدف آخر". من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، أن "أصدقاء سورية" يتقاطرون صوب بغداد... هذه المرة بÜ"قبعة جديدة" ومهمة مختلفة ... يغادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مطار بغداد، فيصل نظيره الإنجليزي وليام هيغ، وهم أنفسهم، يناصبون النظام في دمشق أشد العداء، يسلحون المعارضة ويدربونها ويمولونها، أما في العراق، فالصورة تبدو مختلفة تماما، هم هنا لتدعيم النظام وتسريع تشكيل الحكومة ومساعدة الجيش ومحاربة الإرهاب ... حتى أنهم قد يتورطون في "حرب جوية" للقضاء على (داعش). وأضافت أن "الحكومة التي يدعمونها ورئيس الوزراء الذي يلتقونه، هو أحد أقرب حلفاء النظام في دمشق ... والمفارقة أن كلا النظامين، المالكي والأسد، يندرجان في المحور ذاته، ويعتمدان على ذات الشبكة من القوى الحليفة والشقيقة والصديقة التي تقاتل بضراوة إلى جانبهما: حزب الله، أبو الفضل العباس، عصائب أهل الحق وبقية السلالة، ومن خلفهم جميعا، تبدو طهران، وبدرجة أبعد موسكو، في خلفية المشهد: صديقا صدوقا وجدارا استناديا صلبا ". من جهتها، اعتبرت صحيفة (السبيل)، أن "ما يجري في بلاد الرافدين، هي ثورة شعبية ضد أفراد الحكومة، وضد المليشيات الإجرامية، التي تعبث بأمن المواطنين، وليست ضد مكون معين، وهي تهدف لتحقيق الأمن والأمان، وإنصاف المظلومين، وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، وبناء دولة مدنية حضارية". وأولت الصحف القطرية اهتماما للتعثر التي تشهده عملية السلام في الشرق الاوسط نتيجة التعنت الاسرائيلي، علاوة على تسليطها الضوء حول تعاطي الادارة الامريكية مع الازمة السورية المتفاقمة . وهكذا ،أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن عودة إسرائيل إلى نهج سياسة الأرض المحروقة، واتباع أبشع السبل الإجرامية في القتل والترويع والاغتيال، بالتزامن مع استقالة ثاني مبعوث أمريكي لعملية السلام في عهد إدارة الرئيس أوباما، "تشكل نهاية واضحة لعملية السلام، وبداية جديدة لمسلسل الاغتيالات الذي عودت إسرائيل عليه المجتمع الدولي، دون أن تتم مواجهة ممارساتها الإرهابية بأي جزاء أو عقاب". ولاحظت الصحيفة، أن الشعب الفلسطيني لن يظل مكتوف الأيدي وهو يهان وتمتهن كرامته، والشعوب العربية والإسلامية لن تقبل بهدم المسجد الأقصى وتشييد الهيكل المزعوم مكانه، والعالم الحر لن يبقى قابلا أو راضيا بمستوى الظلم والعدوان الذي يدينه يوميا، كما هي حال الاستيطان والحصار والاغتيال. وفي الشأن السوري، انتقدت صحيفة (الراية) "التردد المستمر "الذي كان عليه الرئيس الأمريكي في تسليح المعارضة السورية المعتدلة وتقديم الدعم لها، والذي كلف سوريا وشعبها مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين ناهيك عن ملايين المهجرين في الداخل ودول الجوار"، مبرزة أن "المجتمع الدولي يعلم ذلك ويراه يوميا ومع ذلك كان التردد هو سيد الموقف". وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها قائلة " هل احتاج أوباما لأكثر من ثلاث سنوات دامية مات فيها أكثر من 162 ألف شخص في سوريا ليدرك أن النظام السوري لا يمتثل للحلول السياسية للأزمة السورية، وأنه ماض في إجرامه إلى أن يخمد الثورة المباركة حتى لو لم يجد شعبا يحكمه"، موضحة أن هذا التساؤل يأتي تعقيبا على قرار الرئيس الأمريكي بدعم المعارضة السورية المعتدلة بمبلغ 500 مليون دولار لمواجهة جرائم الأسد ونظامه من جهة ،والمنظمات المتطرفة التي هي صنيعة مخابرات الأسد ودول إقليمية من جهة أخرى "تتغطى بستار الدين لتشويه الثورة السورية عبر ارتكابها أبشع الجرائم بحق المدنيين السوريين العزل".