بعد الإضراب الذي خاضه موظفو بريد المغرب يومي 22 و 23 ماي الماضي، والذي سبقه إضراب لمدّة 24 ساعة، يستعدّ البريديّون لشلّ عملِ البريد، على الصعيد الوطني، لمُدة ثلاثة أيّام، ابتداءً من ثاني يوليوز القادم، مع وقفة احتجاجية أمام المقرّ المركزي للمؤسسة بالرباط، وذلك احتجاجا "على سياسة صمّ الآذان التي تنهجها إدارة بريد المغرب تجاه المطالب المشروعة والعادلة للأسرة البريدية"، حسب البلاغ الذي أصدرته نقابتا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل، المُمثلتيْن لهم. البريديون، الذين خاضوا وقفة احتجاجية، بعد زوال اليوم أمام المقر المركزي لبريد المغرب بالرباط، رفعوا شعارات مندّدة ب"القمع والاستغلال"، وشعارات أخرى موجّهة إلى المدير العامّ للمؤسسة، التي قالوا إنها "تحتاج إلى مسؤول"، بنجلون التويمي، مردّدين "بنجلون اسمع اسمع.. البريدي ما يْركع"؛ فيما قال نور الدين سليك، الكاتب العامّ للجامعة الوطنية للبريد واللوجستيك، إنّ الوقفة الاحتجاجية التي سيخوضها البريديون، يوم ثاني يوليوز، في حال عدم استجابة الإدارة لمطالبهم، "ستكون عارمة". وأضاف سليك، في تصريح لهسبريس، أنّ الوقفة الاجتجاجية التي نفذها البريديون اليوم، "تأتي كمحطة تصعيدية ثالثة، بعد إضراب 24 ساعة، وإضراب ثان لمدّة ثمانٍ وأربعين ساعة، لأنّ الإدارة لم تتجشم عناء الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة لموظفي بريد المغرب، أو البحث عن الحدّ الأدنى من التوافق حول القضايا المطروحة"، على حدّ تعبيره، وأضاف أنّ إدارة بريد المغرب طلبتْ، في آخر لحظة، عقد اجتماع مع الهيأة الممثلة للبريديين، مساء اليوم. وتأتي احتجاجات الشغيلة البريدية، حسب سليك، احتجاجا على عدم إشراكها في قرار تفويت 20 في المائة من أسهم بريد بنك إلى صندوق الإيداع والتدبير، وأضاف "بريد المغرب، هو الذي يجمع أموال صندوق التوفير الوطني، عن طريق بريد بنك، وتوضع لدى صندوق الإيداع والتدبير، والذي لا يعطينا سوى 2 في المائة من الأرباح، بينما هو يأخذ 20 في المائة"، وزاد سليك "نحن نلوم المؤسسة لأنها لم تُشركنا في عملية التفويت، أولا، لاحترام القانون، وثانيا لمزيدٍ من ضبط العلاقة بين بريد المغرب وصندوق الإيداع والتدبير، الذي يجب أن يتقاسم ما يجنيه من أرباح في هذه العملية مع الشغيلة البريدية، عوض أن يستأثر بها لوحده". من جهة أخرى، أوضح سليك أنّ السبب الثاني الذي دفع البريديين إلى الاحتجاج، والإعلان عن إضراب لمدّة ثلاثة أيام، هو أنّ إدارة بريد المغرب، "تسعى إلى تفتيت المؤسسة، من خلال خلق مجموعة من الشركات لكي تتحول المؤسسة من مؤسسة عمومية إلى مؤسسات وشركات تعمل في القطاع الخاص، وهو ما سيؤدّي إلى ضياع حقوق البريديين"، وفق تعبيره، وأضاف "نتمنى أن تعود الإدارة إلى رشدها وتباشر مفاوضات جدية ومسؤولة معنا، وتجعل من مؤسسة بريد المغرب مؤسسة تعمل في لإطار المشروعية والقانون، وتحترم الاتفاقات الموقعة معنا".