أعطى الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، إذنه بفتح 117 مسجدا في وجه المصلين، تم تشييدها أو ترميمها، أو تلك التي خضعت لأشغال إعادة البناء من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو من طرف محسنين. وأفاد بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم، أن الوزارة تولت تشييد 16 مسجدا جديدا، وإعادة بناء مسجدين آخرين، وترميم أربعة مساجد تاريخية كبرى، لتصل الطاقة الاستيعابية لهذه المساجد إلى 23 ألف و250 مصلي ومصلية. ويبلغ عدد المساجد المشيدة حديثا في المملكة، أو التي أعيد بناؤها من طرف محسنين 95 مسجدا، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى 54 ألف و360 مصلي ومصلية. وكان الملك محمد السادس قد أدى صلاة الجمعة بمسجد محمد الخامس بالفنيدق، حيث خصص الخطيب خطبتي الجمعة لموضوع شهر رمضان المبارك، باعتباره شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وشهر الغفران والصدقة والبر والإحسان، الذي تفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف فيه الحسنات، وتجاب فيه الدعوات، وتغفر فيه السيئات. وأبرز الخطيب المقاصد العظيمة والأهداف النبيلة التي خص بها الله صيام شهر رمضان، حيث إن "الغرض منها ليس تعذيب الإنسان ولا حرمانه من الطيبات والملذات، وإنما كتب الله تعالى الصيام على عباده ليكون لهم غرسا مثمرا، يعود عليهم نفعه في الدنيا والآخرة". وبين الخطيب أن للصيام في الشرع مفهوم واسع، فهو ليس الإمساك عن جميع المفطرات فحسب، بل هو كذلك الإمساك والابتعاد عن كل معصية وخطيئة، وعن الشر والفساد، والإضرار بالغير، مضيفا أن "الصوم غض للبصر، وصون للسمع، وضبط للسان، وتهذيب للنفس، وتطهير للبدن، وتغذية للروح". وتطرق الخطيب إلى ما يحدثه الصوم من تربية للنفس، وتزكية لها بحملها على الصلاح والفلاح، والخوف والرجاء، والجد والاجتهاد نحو معالي الأمور وخصال الخير، وسلوك محاسن الفعال وكريم الخصال، ففي هذا الشهر تتحلى القلوب والجوارح بالعفة والسلامة، والطهر والنقاء والإحسان، وفيه تتهذب الأخلاق". وتابع الخطيب بأن المؤمن يتعلم في مدرسة الصيام الصبر والمصابرة ، وهي مقصد من مقاصد الصيام الكبرى، فمطالبة العبد بالكف عن الحاجيات الضرورية التي تعتبر عين الحياة عنده، ثم ترغيبه في الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض، وتنبيهه إلى تطهير نفسه من كل المحرمات، ودعوته إلى تحسين أخلاقه، وعدم الدخول في الخصومات والجدال العقيم، لا يتم إلا بالصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى. ودعا الخطيب إلى التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، ومن أخلاقه التي ضرب بها المثل حتى صارت من أعظم المقاصد الكبرى للصيام، خلق الجود والكرم، والبر والإحسان، والتضامن مع الفقراء والأرامل والأيتام".