بنحاس مطلي ضد الصدأ وقطعة حجرية وبضعة دبابيس، ابتكرت مصممة الإكسسوارات المصرية، لبنى فرغلي، خاتمًا تستخدمه الفتاة لحماية نفسها من "التحرش". ودشّنت فرغلي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل نفس الاسم "خاتم التحرش" لتسهيل وصوله إلى كل فتاة ترغب في استخدامه بعد تنامي ظاهرة التحرش في الفترة الأخيرة. وفي حديث للأناضول، قالت لبنى إن "الخاتم ليس حلاً جذريًا قادرًا على مكافحة الظاهرة، لكنه وسيلة فعالة تفاجئ بها الفتاة الشخص المتحرش حينما يعترض طريقها كي تتمكّن من الفرار منه أو طلب النجدة من المارة". وأضافت: "كمصممة إكسسوارات فكرت فيما يمكن أن أقدمه للتصدي لهذه الظاهرة، وليس المقصود من ابتكار هذا الخاتم أن تقف الفتاة لتضرب المتحرش وتشتبك معه؛ لأنه بالطبع أقوى منها جسديًا كل المقصود هو إرباكه كي تتمكن الفتاة من الهرب وإحداث أثر للضربة بالخاتم في وجهه تُعرّف الجميع فيما بعد أنه متحرش". ورفضت فرغلي مقارنة خاتمها بأدوات الدفاع عن النفس التي تستخدمها بعض الفتيات كالصاعق الكهربائي؛ لأن إخراج الصاعق من الشنطة لاستخدامه يتطلّب وقتًا كافيًا كي يتنبّه المتحرش أن هذه الفتاة ستقاومه بشيء ما، أما الخاتم فهو شيء صغير ترتديه في إصبعها لن يستطيع تجريدها منه، ولن يستغرق استخدامه وقت طويل، كل ما يحتاجه الأمر هو حركة يد قوية وسريعة في وجه المتحرش". كما رفضت انتقادات بعض الشباب لخاتمها بدعوى أن تسلح الفتاة بأي وسيلة كانت ينقص من أنوثتها، قائلة: "من يرفض هذه الفكرة هم المتحرشون أنفسهم لأنهم يريدون أن يتركوا في الشوارع لافتراس ضحاياهم من الإناث دون رادع، بدليل أنني تلقيت دعمًا كبيرًا من شباب آخر وتشجيعًا على الفكرة". وتابعت: "وصلنا لمرحلة تحتاج فيها الفتاة أن تدافع عن نفسها بعدما تقاعس عن الدفاع عنها المارة من الرجال والذين يشاهدون كل واقعة تحرش دون أن يحركوا ساكنًا لإنقاذ الضحية بل وأحيانًا يلقون باللوم عليها". وأوضحت مصممة الإكسسوارات أن "أكثر شيء أسعدني بعد الإعلان عن الخاتم تمثّل في رسالة إلكترونية وصلتني عبر فيس بوك من فتاة اقتنت الخاتم، ودافعت به عن نفسها حينما حاول أحد المارة التحرّش بها ونجحت في الإفلات منه دون أن يمسسها". كما لفتت فرغلي إلى أنه في أواخر الشهر الجاري سيتم تدشين مؤتمر صحفي ضخم لمناقشة بعض قضايا المرأة، وفيه سيتم الإعلان عن مبادرة تجمعها مع عزة كامل مؤسسة مبادرة "شفت تحرش" لتصميم نسخ مجانية من الخاتم وتوزيعها على الفتيات. وأطلقت فرغلي على تصميماتها من الإكسسوارات في الفترة الأخيرة اسم "زنوبيا"؛ لأنها تدمج بين القوة والجمال نسبة إلى أجمل ملكات سبأ التي تمكنت من هزيمة جيوش الروم. وشهد ميدان التحرير (وسط القاهرة)، مطلع الشهر الجاري، حالات تحرش تعرّضت لها عدة سيدات، خلال الاحتفال بتنصيب عبد الفتاح السيسي، رئيسًا لمصر. ووثّق مقطع فيديو مصور ما تعرضت له سيدة منهن، وهي واقعة أثارت حالة من السخط العام داخل المجتمع المصري، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التحرش الجنسي. وتحتل مصر المركز الثاني عالميًا، بعد أفغانستان، من حيث أكثر الدول التي تعاني من التحرش، حيث إن 64% من المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع، سواء باللفظ أو بالفعل، وفقا لدراسة حديثة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر (حكومي). ووجّه الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، الشرطة المصرية للتصدي لظاهرة التحرش، بعد انتشار الظاهرة بصورة كبيرة، كما صدر قانون بتغليظ عقوبة التحرش الجنسي خلال شهر يونيو الجاري. يذكر أن مبادرة "شفت تحرش" هي مجموعة شبابية تعمل على رصد وتوثيق جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات، تم تدشينها فى أكتوبر 2012.