أدان علماء دين مغاربة دعوة قس أمريكي إلى حرق نسخ من القرآن الكريم السبت المقبل في ذكرى هجمات 11 من سبتمبر، ودعوا أمريكا إلى متابعة "مشعل الفتنة" قضائيا. وقال أحمد العبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، "إن هذه الخطوة فردية ولا يجب أن تحسب على الديانة المسيحية"، لكونها حسبه صدرت عن طرف واحد. وأضاف في تصريح ل"أخبار اليوم" أن هذا التهديد "الذي صدر عن شخص غير متسامح، يدل على محدودية في التفكير والتصور لأن إحراق نسخ من المصحف لا يمكن أن تمحو القرآن من الصدور". وفيما اعتبر العبادي أن هذه المحاولة "لن تنال شيئا من الإسلام والمسلمين و لن تسيء إلا لصاحبها الذي سيظهر في حجمه الحقيقي"، يرى عالم الدين عبد الباري الزمزمي أن القس الأمريكي "تطاول على المسلمين ومعتقداتهم" من خلال تهديده بحرق القرآن. وأوضح الزمزمي في تصريح ل"أخبار اليوم" أن مثل هذا التطاول على الإسلام "ليس بجديد من طرف أهل الكتاب، خاصة المسيحيين، إذ سبق أن حاولوا الإساءة للإسلام والمسلمين منذ مجيء هذا الدين". ولا يرى العبادي ضرورة لانسياق المسلمين وراء مثل هذا التهديد "الذي قد يتسبب في توترات نحن في غنى عنها"، بل دعا إلى التعامل معه بالهدوء والنظام، وقال إن على أمريكا أن تقاضي هذا الشخص "لأن بها قوانين تمكن من متابعة كل من يحرض على أي عمل عدواني". ويتفق الزمزمي مع العبادي في هذا الرأي، حيث لا يرى داعيا حتى لتنظيم المظاهرات في شتى بقاع العالم للتنديد ضد ما يهدد به هذا القس، ويعتبر "أن الأولى أن تكون هذه الاحتجاجات ضد أبناء جلدتنا التي تقف مواقف أفظع من هذه كدعاة الإفطار العلني في المغرب مثلا، فهؤلاء هم الذين تجب مقاومتهم لأنهم مثل سوسة تنخر الأمة من الداخل". ووصف الزمزمي القس الأمريكي تيري جونز، صاحب هذه الفكرة، بالجاهل والأعمى ومشعل الفتنة، وقال إنه بعمله هذا "لابد أن يثير غضب المسلمين فيتحمسون للرد عليه. وفي تعليقه على الموضوع، اعتبر محمد ظريف، الباحث في الحركات الإسلامية، أن هذا التهديد الذي وصفه بالاسفتزازي: "ينسف تاريخا طويلا في أمريكا معروف بالتعايش مع الأديان"، لكنه أكد أن الآثار التي سيخلفها هذا التهديد في أوساط المسلمين "ستكون متفاوتة لأن الرأي العام الإسلامي أصبح متعايشا مع مثل هذه التصرفات". وأوضح ظريف في تصريح ل"أخبار اليوم" أن الرأي العام الإسلامي يعرف بأن جهات في أمريكا وغيرها تسعى إلى استفزاز المسلمين، وبالتالي، يضيف، فإنهم "لن ينساقوا وراء مثل هذه التصرفات الاستفزازية". وتابع المتحدث قائلا "إن الحركات الإسلامية تميز بين الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية التي شجبت هذا التهديد وبين الحسابات الضيقة لبعض المتطرفين في أمريكا أو غيرها". واستبعد ظريف أن يكون هناك رد فعل من طرف الحركات الإسلامية، باستثناء التظاهر والاحتجاج، ولكنه أكد أن بعض جماعات السلفية الجهادية المتطرفة ستستغل هذا الموقف لتجنيد الانتحاريين والقيام بعمليات انتحارية تستهدف مصالح أمريكا.