بينَ ترجمةِ مفهومِ "الإنسان في الحقلِ التربوي بالمغرب، والعودَة إلى مضانِّه المقعدة، قارب أكاديميُّون في المركز التربوي الجهوي بمكناس يوم الخميس المنصرم،التباينات القائمة في تمثلات "الإنسان"، والمعانِي التِي ينتجها، بدءً من سير رئيس شعبة الفلسفة بالمركز، محمد سوسي، إلى مقاربة مفهوم الإنسان بوصفه مفهوما مركبا بالتفاعل بين العناصر التي على أساسها تتكون بنيات متطورة ونامية والقدرةعلى إنتاج قوانين النسق وتطوره. سوسي أشار، في معرض مداخلته، إلى تكون فكرة الإنسان لدى التلميذ ، من خلال عمليات محور الاستبدال في اللغة، والذي يشير الى العلاقة بين علامات لغوية دالة ، عن الإنسان أو على ما يرتبط به من أفعال دالة، يمكن أن تؤدي الى نفس وظائف إكساب التلميذ معجما متنوعا عن الإنسان وفكرة الإنسان مع الحفاظ على بنية فكرته الخاصة عن الانسان ؟ متسائلًا عمَّا إذَا كان المعطى يؤدي الى انتاج قدرة (كفاية) توظيف المعجم المذكور في إنتاج نص وفق نموذج العلاقات السياقية التي يمكن ان يحيل عليها مفهوم الإنسان في الفلسفة. أمَّا الأستاذ، منادي الإدريسي، فربطَ ظهور الإشكاليات بسياق نظري محكم منهجيا ودقيق مفهوميا، ينطبق على إشكالية الإنسان باعتباره كائن المفارقات بامتياز. على اعتبار أن التأسيس الإبستمولوجي والفلسفي للعلوم في الفكر الحديث هو الذي أظهر الحاجة الماسة من الناحية النظرية إلى ضرورة وجود علم مخصوص لدراسة الكينونة الفريدة في تكوينها وتشابك أبعادها، مادامت علوم الطبيعة غير مؤهلة مفهوميا ومنهجيا للقبض على فرادتها. من جانبه، تناول الدكور فؤاد مخوخ، "مفهوم الإنسان" وكيفية تبلوره وتطوره في الفلسفة المعاصرة انطلاقاً من نموذج فلسفي يتمثل في فلسفة إرنست كاسيرر. بالنظر إلى التطورات التي عرفتها الإنسانية في العصر الراهن، والتعقيدات والأزمات التي أصابتها من نواح عدة، تأسست عدة فلسفات، من بينها فلسفة الأشكال الرمزية، من أجل معالجة إشكاليات تتجذر في مجال الانثربولوجيا الفلسفية، وتسعى إلى فهم "الإنسان" انطلاقا من فهم إنتاجاته الثقافية وسيرورات تشكيلها. تبعًا لذلك، تكون فلسفة كاسيرر منطلقا لتسليط الضوء على "مفهوم الإنسان"، ومفتاحا لسبر أغوار عالمه وفك رموزه، وفق عملية هيرمينوطيقية تستهدف استنطاق عالم الثقافة وعمليات البشر الترميزية التي يحيون من خلالها، ويفهمون عبرها الحياة بأشكالها الرمزية المتنوعة وصورها المختلفة. في غضون ذلك، يرصدُ الدكتور رشيد الراضي، محاولة جورج لايكوف في دراسته المعنونة ب"اللسانيات الإنسية" القيام بمقابلة بين مقاربتين في الدرس اللساني، مقاربة يصطلح عليها بما يمكن ترجمته "المنظور التقنوي"، ومقاربة أخرى يطلق عليها اسم "المقاربة الإنسية". وتتمايز هاتان المقاربتان من جانبين اثنين، أولهما طبيعة الأسئلة التي ينخرط الباحثون في الإجابة عنها، ثانيهما نوعية العتاد التقني والمفهومي المتاح والمقبول بين الباحثين ضمن كل مقاربة. ويردفُ الباحث ذاته أنَّ الأبحاث المنجزة ضمن المقاربة "التقنوية" تنصرفُ إجمالًا إلى تقليب النظر للوقوف على المبادئ اللغوية الصورية الخاصة والكلية التي تعد ضرورية وكافية لتوصيف المظاهر التوزيعية والعلائقية بين الوحدات اللسانية في كل واحدة من لغات العالم، بينما تطرح المقاربة الإنسية سؤالا مختلفا تماما يروم النظر في ما يمكن للدراسات اللغوية أن تزودنا به من معطيات حول الكائن الإنساني. من ثمة، تكون المقاربة، حسب لايكوف، أوسع وأوعى من المقاربة السابقة التي تشكل فرعا من فروعها ينظر في المظهر الصوري الذي يسم نحو اللغات التي يتكلم بها الكائن الإنساني، ولكنها تجاوزها إلى النظر في أمور أخرى غير النحو والنظرية النحوية. تفاصيل هاتين المقاربتين ومظاهر الاختلاف بينهما هو ما سنحاول عرضه في هذه الدراسة. الأستاذ أحمد أغبال، يرصدُ التطور التاريخي للمفاهيم المتعلقة بالنزعة الإنسانية منذ عصر النهضة إلى اللحظة الراهنة، من خلال بيان كيفية ترددها في عينة من المؤلفات المكتوبة باللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية كل على حدة. بلغ عدد المؤلفات المكتوبة باللغة الإنجليزية والمتوفرة في خزانة غوغل الإلكترونية ب 4,541,627 كتابا مصورا، في حين يبلغُ حجم العينة الفرنسية 792,118 كتابا.