لا كرامة لنبي في وطنه، خاصة إذا كان هذا الوطن لا يقدر الموهبة ولا يدعم اليافعين، إلا إذا كان لديهم سند بشري أو مادي، ليحمل كل واحد حلمه ويبحث عن باب تسطع منه شمس المستقبل، ما دام النجاح في الغربة وطن، والفشل في الوطن غربة.. حسب ما يقال ويشاع. في صيف 2007 حمل عبد اللطيف فلايني الحارس السابق بفريق الرجاء البيضاوي وحسنية أكادير، أوراق وصور ومقاطع فيديو، وجال الهيئات الرياضية، طارقا كل الأبواب من أجل إيجاد فرصة صغيرة لابنه كي يحمل ألوان قميص المنتخب الوطني المغربي. عبد لطيف فلايني لم يجد لطلباته مجيبا، فاستسلم وعاد أدراجه نحوى أرض المهجر ببلجيكا، ليعاود الإبن مروان بدوره القيام بذات البادرة والتقديم من أجل مشاركة المنتخب الأولمبي في تصفيات الألعاب الاولمبية في بكين عام 2008. وبحسب ما رواه مروان، آنذاك، فإنه حل بمدينة طنجة، للمشاركة في تربص لاختيار العناصر القادمة من أوروبا قصد المشاركة في المنتخب الوطني، لكنه فوجئ برفضه من طرف المدرب فتحي جمال الذي قال له وقتها: "أنت طويل القامة ولا تصلح لتكون لاعب كرة قدم". بعدها لملم الشاب حلمه وعاد بقرار نهائي، بأن يكون بلجيكي الجنسية والانتماء، وأن يدافع عن ألوان منتخب بلده الثاني، بعد أن قُدمت له فرصة الانضمام إلى "الشياطين الحمر". مروان بدأ مسيرته الرياضية عام 1994 مع نادي اندرلخت، ومن ثم انتقل عام 2008 إلى صفوف ايفرتون الانجليزي، وفي عام 2013 بعد محاولات من نادي مانشستر يونايتد في بداية الانتقالات الصيفية، استطاع النادي الانجليزي استقطاب اللاعب البلجيكي المغربي في الساعات الأخيرة من "الميركاتو" بمبلغ قدر ب 27.5 مليون جنية استرليني ليكون لاعبآ في النادي الأحمر. يوم أمس، صنع مروان فرحة البلجيكيين بهدف جعل الملايين يتغنون باسمه، ويقفزون بالهدف الذي سجله على الجزائر في الدقيقة 25، مقزما حلم "ثعالب الصحراء" في الفوز بمباراتهم الأولى في مونديال البرازيل. ورغم حزن الشارع المغربي على خسارة المنتخب الوحيد المنتمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في هذه البطولة العالمية، إلاّ أن فلايني لم ينس ذكر المغرب، بلده الأصلي، في تصريحاته الصحافية التي تلت المباراة التي فاز فيها "الشياطين الحمر" بهدفين لواحد. * لمزيد من أخبار الرياضة زوروا هسبريس الرياضيّة