نظمت سيدات مصريات، مساء السبت، وقفة احتجاجية وسط القاهرة؛ للتنديد بوقائع التحرش الجنسي التي تعرضت لها عدة فتيات في ميدان التحرير بقلب العاصمة خلال الأيام الماضية، خاصة الأحد الماضي، حين الاحتفال بتنصيب وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، رئيسا لمصر. وتم خلال الوقفة الاحتجاجية توزيع بيان تضمن أهم مطالب المحتجات، وبينها تغليظ عقوبتي التحرش الجماعي والاعتداء الجنسي إلى حد الإعدام علنا، واعتبار التحرش والاعتداء الجنسي جريمة إرهابية تخضع لقانون الإرهاب، والدعوة إلى مؤتمر عام للمرأة لتمكينها وتقوية وضعها سياسيا واجتماعيا لمحاربة التحرش. ورفعت السيدات، اللاتي تنوعت أعمارهن بين 18 إلى 50 سنة، لافتات باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية يعبرن من خلالها عن رفضهن للتحرش والاعتداء الجنسي والنفسي والبدني الذي يمارس ضد المرأة المصرية، بحسب المحتجات وبعضهن فاعلات في مجال حقوق المرأة. ومن بين تلك اللافتات: "بنات مصر خط أحمر"، و"النهاردة (اليوم) أنا .. بكرة (غدا) أختك"، و"أنت متحرش إذن أنت حيوان"، و"ماتسكتيش (أي لا تسكتي). وحملت سيدة تجاوزت الأربعين من عمرها لافتة مرسوم عليها قضبان زنزانة ومكتوب عليها أنه المكان المناسب للمتحرش. وقالت سيدات مشاركات في الوقفة الاحتجاجية أمام دار الأوبرا قرب ميدان التحرير، إن قضية التحرش ليست جديدة على المجتمع، لكن حادثة الفتاة الأخيرة جعلت الجميع ينتبه لخطورة الأمر". ووثق مقطع فيديو مصور ما تعرضت له سيدة منهن، وهي واقعة أثارت حالة من السخط العام داخل المجتمع المصري، وحاول البعض إلصاقها بالصراع السياسي، واتهام أطراف بعينها بالمسؤولية عن الواقعة، فيما بادر البعض إلى المطالبة بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التحرش الجنسي. وقالت ليلى حسين عبد الخالق، عضو بالمجلس القومي للمرأة ، إنها شاركت في الوقفة الاحتجاجية للتنديد بالتحرش ضد النساء الذي زاد في الآونة الأخيرة. ورأت ليلى أنه لا يكفي تحويل قضية فتاة التحرير إلى النائب العام أو إجراء محاكمة عادلة، ولكن يجب توقيع عقوبة فورية على المتحرش. والعقوبة من وجهة نظر ليلى "يجب أن تتناسب مع الشرع، وهي الحرابة، طالما ثبت تجاوز المتحرش وتعديه باليد على الفتاة". والحِرابة تعني قَطْع الطريق لإحداث الفوضى وسَفْكِ الدِّمَاء أو هتك الأعراض، والتي جاءت عقوبتها بقوله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الَأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوا مِنَ الَأرْضِ) (سورة المائدة : 33). وتحتل مصر المركز الثاني عالميا، بعد أفغانستان، من حيث أكثر الدول التي تعاني من التحرش، حيث إن 64% من المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع، سواء باللفظ أو بالفعل، وفقا لدراسة حديثة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر (حكومي). وأمر النائب العام المصري، هشام بركات، اليوم، بإحالة 13 شخصا إلي المحاكمة العاجلة، في عدة وقائع تحرش بنساء، داخل ميدان التحرير، حدثت خلال الاحتفال بفوز السيسي بانتخابات الرئاسة، وخلال الاحتفال بتنصيبه، بحسب بيان صادر عن مكتب النائب العام. وقال مصدر قضائي، طلب عدم نشر اسمه، لوكالة الأناضول، إن النيابة أسندت إلى المتهمين تهم خطف الضحايا، وهتك أعراضهن بالقوة وتعذيبهم بدنيا، وسرقتهن بالإكراه والشروع في قتلهن واغتصابهن، وتصل العقوبة في هذه الجرائم إلى المؤبد. *وكالة الأناضول