كوباكابانا، هو واحد من أجمل وأشهر شواطئ العالم، ومنطقة جذب سياحي يستحيل أن يسقطها أي زائر لريو دي جانيرو من قائمة الأماكن التي ينوي زيارتها في البرازيل. ولعل العديد من المقومات اجتمعت لتجعل من كوباكابانا أشهر شاطئ في العالم ; فإلى جانب زرقة المياه ونظافة الرمال، هناك الجبال التي تحيط بالمكان لتزيد المنظر بهاء وروعة، وتجعل منه مزارا يفتخر به البرازيليون واللاتينيون عموما. وتعتبر منطقة كورنيش كوباكابانا مركزا سياحيا مزدهرا تنتشر فيه الفنادق الراقية، أشهرها فندق "كوباكابانا بالاس" ذو الستة نجوم، والذي يدهش زائريه بروعته وبهائه وأصالته، كما أنه يعد قبلة العديد من النجوم والمشاهير والملوك ورؤساء الدول. ولا يخلو شاطئ كوباكابانا أيضا من المطاعم التي تقدم أشهى الأطباق المتنوعة، منها على الخصوص، أطباق السمك الطازجة، وكذا المقاهي والملاهي الليلية، كما يستقبل الشاطئ ملايين السياح في احتفالات رأس السنة، وأيضا خلال كرنفال مدينة ريو دي جانيرو الذي تتنافس فيه مدارس الصامبا سنويا على إحراز لقب بطولة الكرنفال. ويقع شاطئ كوباكابانا في المنطقة الجنوبية من مدينة ريودي جانيرو، ويمتد على نحو أربعة كيلومترات، وعلى رماله تقام بطولة العالم لكرة القدم الشاطئية والكرة الطائرة، كما يعد فضاء مفتوحا لعرض المنحوتات الرملية والتماثيل التي يبدعها أشهر الفنانين البرازيليين. ويتميز كورنيش كوباكابانا برصيفه البرتغالي الشهير المزين باللونين الأبيض والأسود الذي يظهر على شكل تموجات بحرية. وغير بعيد عن شاطئ كوباكابانا يقع شاطئ "ايبانيما"، الذي لا يقل جمالية عن كوباكابانا، إلا أن الأخير يعد أفضل الأماكن لتأمل غروب الشمس والاستمتاع بشرب عصائر الفواكه المحلية. وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، تقول ميتسي ريكاردو وهي ممثلة فنزويلية مقيمة بريو دي جانيرو منذ سنتين، إنها تداوم رياضة المشي على رصيف أجمل شواطئ العالم هنا بكوباكابانا، مضيفة أن الشاطئ يعد قبلة للراغبين في التمتع برماله الذهبية وأمواجه الهادئة، كما أنه مقصد كل من يرغب في ممارسة الجري أو ركوب الدراجات الهوائية. وتقول ميتسي إن "البرازيليات حريصات على الاهتمام بأجسادهن من خلال تناول أغذية باتت تعتمد على الخضروات والفواكه والسمك، إضافة إلى ممارسة الرياضة، مما أهلهن للتنافس من أجل الحصول على جسد مثالي يتباهين به على شواطئ كوباكابانا وسط السياح الأجانب، باعتباره علامة مسجلة بالبرازيل". ويتحول الشاطئ ليلا إلى ساحة مفتوحة للرقص على إيقاعات الصامبا والسالسا لإبداع لوحة فنية يشارك فيها السياح الأجانب كما البرازيليون على حد سواء. أما لويسكارغانيل، صحافي أرجنتيني، فيقول إن شاطئ كوباكابانا ينطوي في نظره على شيء من السحر سيطر عليه وجعله يزور ريو دي جانيرو للمرة الثالثة، في كل عطلة يحصل عليها، موضحا أن كوباكابانا واحد من أروع الشواطئ في العالم. ويعترف غانيل أنه باستثناء تفحص البريد الإلكتروني، مساء كل يوم، جريا على عادة كل الصحافيين حتى لا يقطع حبل الصلة بأحداث العالم، فإنه يقطع جميع الاتصالات ويتخلى عن كل الاهتمامات ليستسلم للشمس والبحر والموسيقى. ويضيف أن أكثر ما يثير في نفسه الفرحة في هذا الشاطئ هو عند ما يرى شيوخا تجاوز سنهم الثمانين لكنهم يواظبون على هواية الركض، صباح مساء، وليس كما هو الحال بالنسبة إليهº حيث فعلت السنون فعلتها وأصبح الجسد كلا على مولاه لا يسعفه في الحركة والتنقل كما كان في السابق. ومن مدينة الضباب لندن، جاءت الطالبتان إليزابيث وجينيفير إلى شاطئ كوباكابانا، وقالتا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الشهرة العالمية التي يتمتع بها هذا الشاطئ جعلتهما تقرران زيارته من أجل التمتع بجماليته الرائعة، وكذا بمختلف الأنشطة الترفيهية والحفلات الفنية التي تنظم مساء على إيقاعات موسيقى أمريكا اللاتينية المدهشة. وأضافتا أن سر جمال مدينة ريو دي جانيرو يتمثل في كون شواطئها تمتد على عشرات الكيلومترات، فلا يتسرب الملل إلى نفوس السياح، حيث يمكن الانتقال من شاطي كوباكابانا إلى شواطئ "إبانيما" أو "لوبلان" أو "فلامنكو" فقط مشيا على الأقدام، والتأمل في المناظر التي تأسر بسحرها وجماليتها السياح الأجانب الذين غالبا ما يضطرون إلى تمديد عطلهم بعد أن يستسلموا لغواية المكان. ريو دي جانيرو واحدة من أروع مدن البرازيل، وكوباكابانا واحد من الشواطئ الذي يختزل لوحده جمالية قد يصعب العثور عليها في مكان غير البرازيل. * و.م.ع