هي "صرخة من أجل الكرامة والعدالة" كما عبر عنها العشرات من العاملين التقنين والإعلاميين والإداريين داخل قناة "ميدي 1 تي في"، يوم خلال وقفة احتجاجية نفذوها يوم الأربعاء أمام مقر القناة بطنجة، واعتبروها "صرخة" ثانية تنديدا على أوضاع "غير صحية" تعشش داخل القناة التي يديرها عباس العزوزي. الاحتجاج، الذي صادق على تنفيذه غالبية مهنيي القناة المنتمين لنقابة "ميدي 1 تي في" التابعة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل خلال اجتماع لهم الأحد المنصرم، جاء "بعد استنفاد كافة الطرق لحل المشاكل العالقة مع إدارة القناة"، وفق بلاغ النقابة. وعرفت الوقفة الاحتجاجية حضور أزيد من 70 عاملا بالقناة، التي بات أغلبية أسهمها مملوكة لمستثمرين إماراتيين، بينهم رؤساء التحرير والصحفيون ومقدمو البرامج والمخرجون والتقنيون والإداريون، اجتمعوا على شعار واحد "من أجل الكرامة والعدالة". ويسود جو من التوتر والتذمر داخل فضاء القناة، جراء ما أسماه العاملون فيها "سوء التدبير والعشوائية"، فيما قالت مصادر من داخل القناة إن الإدارة تتعامل بأسلوب "لا إنساني مع الصحفيين والتقنيين"، إضافة إلى توزيع التهديد بالطرد ضد عدد منهم، وهي التصرفات التي أثارت غضب هؤلاء واضطرتهم إلى اللجوء للاحتجاج العلني. وأجمع المحتجون على وجود أوضاع غير صحية داخل Medi1 TV، من قبيل ما أسموه "العشوائية التي تطبع مختلف الأقسام" و"الفوارق الصارخة في الأجور والامتيازات" وأيضا "غياب نظام داخلي يحدد المهام والمسؤوليات". السياق الاستثنائي الذي تعيشه القناة، على حد وصف النقابة المذكورة، دفع الأخيرة إلى التهديد باللجوء إلى أشكال احتجاجية تصعيدية، على اعتبار أن تلك المطالب تبقى "مشروعة وواقعية"، في وقت سيتم حمل الشارة الحمراء لمدة يومين متتاليين. وكانت القناة التي انطلقت منذ 2006 برأسمال لا يتجاوز 16 مليون دولار، وصودق قبل أيام على دفتر تحملاتها الجديد، والذي يفرض إعطاء الأولوية للموارد البشرية، قد عانت في الآونة الأخيرة من اضطرابات مالية وإدارية، دفعها إلى تسريح عدد من صحافييها والمشتغلين ضمنها، قبل أن يضخ مستثمرون إماراتيون حوالي 95 مليون دولار في رأس مال القناة، لتصبح بذلك قناة "خاصة" الأولى من نوعها بالمغرب، بعد سحب صندوق الإيداع والتدبير لأسهمه.