أعرب محمد اكرين، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ومجلس رئاسة حزب علي يعتة، عن أسفه لاستقالة محمد سعيد السعدي من حزب "الكتاب"، مبرزا أنه "كلما غادر مركبَ الحزب عضو كان في قيادته لمدة عقود، إلا كان ذلك مسا بالجسد الحزبي كيفما كانت حيثيات المغادرة. وكان السعدي، القيادي في "التقدم والاشتراكية"، قد أعلن استقالته من هذا الحزب الذي يشارك في الائتلاف الحكومي الحالي، عازيا ذلك إلى ما سماه "مظاهر الفساد السياسي في الحزب، والانحراف اليميني الواضح الذي طبع مسار حزب التقدم والاشتراكية". وسارع خالد الناصري، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، إلى مهاجمة السعدي حيث وصف خطابه بأنه "بئيس" وتحليله بكونه "وضيع"، وقال إن الحضور السياسي للسعدي تافه، متهما إياه بالكذب الممنهج، ولو كان علي يعتة حيا للقنه درسا لن ينساه". اكرين قال في تصريحات لهسبريس، ردا على هذا الجدل الدائر في حزب "الكتاب"، بأنه يحترم مواقف كل شخص، وبأنه من المؤمنين بأن النضال من داخل القوى الديمقراطية والحداثية لازال ضروريا، لكي ترقى إلى ما تتطلبه المرحلة الراهنة التي تمر منها البلاد". واستطرد اكرين بالقول "اذكروا مستقيليكم بخير"، على غرار قولة "اذكروا موتاكم بخير"، موضحا أن أي تعليق قد يضر أكثر مما ينفع، وبأنه يتفهم مواقف الجميع، "أتفهم حتى موقف خالد الناصري، ومن حقه أن ينهج ذلك الأسلوب بالرغم من كوني لا أتفق معه، ولا مع السعدي في مغادرته لمركب الحزب" يؤكد كرين. وشدد القيادي في حزب يعتة على أن المغرب في حاجة إلى قوى يسارية ديمقراطية ذات مصداقية، مثل حزب التقدم والاشتراكية، ليعمل على الوفاء للجهة التي أسست من أجله، كحزب يدافع عن شريحة الكادحين، ومدرسة تؤسس لفكر سياسي منفتح على التحليل والمبادرة". واستدرك اكرين بأنه بالفعل شهد المؤتمر الوطني الأخير لحزب التقدم والاشتراكية تجاوزات كثيرة واختلالات لا ديمقراطية قبل وأثناء أشغال المؤتمر، غير أنه يفضل البقاء في سفينة الحزب، والنضال من داخله حتى تصل السفينة إلى بر الأمان" وفق تعبيره. وجدير بالذكر أن نبيل بنعبد الله كان قد خلف نفسه على رأس الأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية، حيث تم تجديد الثقة فيه خلال المؤتمر الوطني التاسع الأخير، وذلك بعد ترشحه وحيدا لولاية ثانية بعد أن سحب جميع منافسيه ترشيحاتهم للأمانة العامة للحزب.