خلال عام واحد، تضاعفت نسبة الأمريكيين الذين يرون أن الرئيس باراك أوباما مسلماً، رغم أن أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي قد أكد مراراً أنه مسيحي، وهو ما يصدقه نحو ثلث الأمريكيين فقط، وفق استطلاع للرأي تم إعلان نتائجه الخميس. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه "منتدى بيو للأديان والحياة العامة"، فإن واحد من كل خمسة أمريكيين يعتقدون أن أوباما يعتنق الدين الإسلامي، مقارنة بنتائج استطلاع آخر جرى العام الماضي، أظهر أن شخصاً من كل عشرة أمريكيين يعتقدون أن أوباما مسلماً. ورغم أن معظم من يقولون إنهم يعتقدون أن أوباما مسلماً ينتمون إلى الحزب الجمهوري، إلا أن عدد المستقلين الذين لديهم نفس الاعتقاد، ارتفع بشكل ملحوظ، من عشرة إلى 18 في المائة، من مجموع من لديهم اعتقاد بأن الرئيس الأمريكي يدين بالدين الإسلامي. كما أن نسبة الأمريكيين الذين يقولون إنهم غير متأكدين من ديانة أوباما، ارتفعت أيضاً بشكل كبير، حتى بين أفراد القاعدة الشعبية للرئيس الأمريكي، فعلى سبيل المثال، فإن ما يقل عن نصف الديمقراطيين والأمريكيين من أصول أفريقية، يقولون حالياً إنهم يعتقدون أن أوباما مسيحياً. ففي الاستطلاع السابق، الذي أُجري في مارس من العام الماضي، قال 36 في المائة من الأمريكيين الأفارقة إنهم لا يعرفون الديانة التي يعتنقها أوباما، أما في الاستطلاع الأخير، فقد ارتفعت هذه النسبة إلى 46 في المائة، ممن يقولون إنهم لا يعرفون انتمائه الديني. ويُعلق مساعد مدير "منتدى بيو" لشؤون الأبحاث، آلان كوبرمان، على هذه النتائج بقوله: "قد تعتقد أنه كلما أمضى الشخص فترة أطول في البيت الأبيض، فإن عدد غير العارفين يجب أن يتراجع.. ولكن عدد "غير العارفين تزايد الآن عما كان عليه وقت توليه منصبه." يتزامن الإعلان عن نتيجة الاستطلاع، الذي تم إجراؤه خلال الفترة من أواخر يوليو/ تموز الماضي، وحتى مطلع أغسطس/ آب الجاري، مع تزايد الجدل حول موقف الرئيس الأمريكي الداعم لبناء مركز إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي، الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001. وخلال حفل إفطار أقامه الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، في 13 من الشهر الجاري، والذي وافق ثالث أيام شهر رمضان، أكد أوباما أن "للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، شأنهم شأن أي شخص آخر في الولاياتالمتحدة." ودافع أوباما عن بناء مسجد باسم "حرية المعتقد"، التي يكلفها الدستور الأمريكي، قائلاً: "وهذا يشمل حق بناء مكان للعبادة ومركز للجالية على ملكية خاصة في مانهاتن، وفقاً للمراسم والقوانين المحلية"، مؤكداً أن الالتزام بالحريات الدينية، دون استثناء، من السمات المميزة للولايات المتحدة. وبعدما وضعت تلك التصريحات الرئيس الأمريكي بمواجهة انتقادات واسعة، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، فقد أكد أوباما، في تصريحات لCNN، إنه "غير نادم" على موقفه، إلا أنه شدد على أن الموقف الذي أدلى به خلال حفل إفطار لكبار القيادات الإسلامية في الولاياتالمتحدة، يجب ألا يفهم على أنه "تعليق على مشروع بعينه."