إسم ردده المُمثل المغربي "مُحمد الجم" كثيرا، في الحلقة الأولى من سلسلة "جيني كود" لمخرجها "علي الطاهري"، بثتها القناة الثانية، مُستهل الأسبوع الجاري من الشهر الفضيل، حيث كرر بالحرف مرات مُتعددة ، إسم "الله" دون تفخيم حرف اللام، مُرددا إياهُ بأسلوب تهريجي يُسيء لقدسية إسم الجلالة، وذلك بقوله "أله" عوض "الله". بعد تركيز المُلاحظة على الأعمال التلفزيونية المُبرمجة ضمن أجندة القناتين المغربيتين الأولى والثانية خلال شهر الصيام الجاري، خاصة التي يُشارك فيها الكوميدي "مُحمد الجم"، اتضح أنه يُكرر داخل أنفاسها وبنفس الأسلوب الاستهزائي والتهريجي الواضح ذكر اسم "الله" على الطريقة نفسها "أله". يجُرنا السؤال بعد وقوفنا على حقيقة التصغير الذي طال اسم الجلالة "الله"، بين تعابير هذه الإنتاجات التلفزيونية، على لسان "مُحمد الجم" سواء بسوء نية أو غير ذلك، عن دور أجهزة المُراقبة التلفزيونية بالقناتين، في حماية المُشاهد المغربي المُسلم، من العبارات الاستفزازية التي تمس مشاعره الدينية والروحية، خاصة وان الأمر يتعلق بتطاول صريح وعلني على اسم "الله"، الذي يتصدر ترتيب شعارنا الوطني (الله – الوطن – الملك). أيضا، يجرنا السؤال حول دور المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، في المراقبة القبلية للإنتاجات السمعية البصرية الوطنية، علما أن هذا الأخير- أي المجلس - هَرول مُستهل رمضان الجاري إلى الإيقاف الفوري لبث وصلة إشهارية تُسوقُ لمنتوج التنظيف "أومو ماتيك" على حساب المنتوج المنافس "أرييل"، بثتها "سورياد-القناة الثانية"، وكذلك فعل مع العديد من البرامج الإذاعية، في حين لم يُحرك ساكنا لما تعلق الأمر بالمس صراحة باسم "الله" عز وجل. بنفس الحماس الذي حَركهُ فعلُ ارتفاع درجات الوازع الديني في نفوس أجهزة المراقبة التلفزيونية ومجلس "الهاكا"، وجعلها تَغُض الطرف عن أعمال بثها التلفزيون المغربي في شهر الغفران "رمضان" أساءت لقدسية إسم "الجلالة"، تفاعلت أيضا الفعاليات والتنظيمات السياسية ذات المرجعيات الإسلامية بمملكة "محمد السادس"، مع الإساءة ذاتها. حيث لم يتحرك الداعية "عبد الباري الزمزمي" بنفس الحماس الذي هاجم به فيلم "حجاب الحب" للمخرج "عزيز السالمي"، كما لم ينتفض "المصطفى الرميد" كانتفاضاته المُتكررة بقبة البرلمان، و داخل استوديوهات المحطات التلفزيونية، حول موقف حزبه من ترويج الخمور، شأنه في ذلك شأن رفاقه في حزب "العدالة والتنمية" الذين أرغدوا وأزبدوا، لما تعلق الأمر بالرسوم "الدانمركية" المُسيئة للرسول الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم"، كل هؤلاء وضعوا ألسنتهم داخل أفواههم لما تعلق الأمر بالإساءة إلى إسم "الله". على نفس المنوال سارت "جماعة العدل والإحسان"، حيث لم يصدر عن دائرتها السياسية أي بلاغ في الموضوع، يُندد بالإساءة التي صدرت على لسان "الكوميكي" المغربي "محمد الجم" الذي تجرأ على إسم "الله"، وأقحمه في شطحاته الكوميدية، لأجل إثارة الضحك.. الغريب في الأمر أن حُراس الدين وحُماة العقيدة بالمملكة المغربية، القابعين بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبالمجالس العلمية المُمتدة عبر ربوع المملكة، ركنوا إلى الصمت كما لو كان أمر الإساءة إلى إسم "الله" لا يهمهم في شيء؟؟؟؟. فهل يحق لنا نحن معشر المغاربة، في ظل هذا الركون العجيب، والصمت المُريب لكل من يهمهم الأمر، أن نجهر بالقول كمُسلمين..(..لا ..لا..لاستعمال أسماء الله الحسنى في التهريج الكوميدي..) وأن نطالب في المقابل بالتدخل الفوري والعاجل، لحذف كل ما جاء على لسان "محمد الجم" من إساءة إلى اسم "الله" في الأعمال التلفزيونية المعروضة على الشاشات المغربية.....