ديميتري دومبري (الصورة)، باحث مشارك في المركز الأوروبي للدراسات الإستراتيجية والأمنية ESISC، وهو الذي أعد المنشور التحليلي الصادر عن هذا المركز تحت عنوان:( "القبايل"، القمع ومشروع الحكم الذاتي)، أجرينا معه هذا الحوار بخصوص ما بعد الإعلان عن الحكومة المؤقتة لمنطقة "القبايل". كيف ترون مستقبل منطقة "القبايل" بالجزائر بعد الإعلان عن حكومتها المؤقتة في المنفى؟ من المنتظر أن يمثل الإعلان عن الحكومة المؤقتة للقبايل فرصة جديدة ومهمة لحركة القبايل كلها وبجميع مكوناتها، بما في ذلك التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية. ويبدو لي أنه أضحى من المهم بمكان، ومن الحيوي العمل على تحقيق إجماع وتوافق بين مختلف فعاليات "القبايل" ليرتكز النضال الديمقراطي حول هذه البنية (الحكومة المؤقتة) لجعلها عامل توحيد واتحاد. وبالطبع ليس ما تحقق الآن إلا خطوة أولى، وبالتالي لا يزال رمزياً في المرحلة الحالية، لأن الحكومة التي تم الإعلان عنها لا تملك أية سلطة إذ لم يتم الاعتراف بها بعد من طرف الجزائر، وعلى أهالي "القبايل" توحيد جهودهم لإجبار قصر المرادية على التفاوض بخصوص الحكم الذاتي الجهوي لمنطقة "القبايل". هل يمكن للحكومة المؤقتة في المنفى أ، تأمل في دعم أوروبي؟ بدأت بعض تحركات المساندة تنتظم بالبرلمان الأوروبي، إذ أنه بمبادرة من البرلمان الفرنسي "فرانسوا ألفونسي"، رأت مجموعة صداقة القبايل النور في غضون شهر أبريل خلال الدورة بستراسبورغ وتضم هذه المجموعة منذ الآن عدداً من البرلمانيين الأوروبيين، ومن المحتمل جداً أن تظهر سبل أخرى لدعم قضية "القبايل" في الأيام القليلة القادمة. لماذا؟ لأن أوروبا في إطار سياسة الجوار التي تعتمدها، خاصة مع دول البحر الأبيض المتوسط، ملتزمة بقوة بصفة لا تحتمل الرجوع، باحترام حقوق الإنسان. علماً أن هذه الحقوق تتضمن احترام حقوق الأقليات، وبالتالي مفروض عليها احترام حقوق الشعب والثقافة الأمازيغية. لذلك فمن الطبيعي، أن يهتم باحترام حقوق الإنسان "القبايل" من طرف الجزائر. لكن البرلمان الأوروبي يتمتع بسلطات محدودة، ولازلنا بعيدين من لحظة قدوم المؤسسات الأوروبية على الدعم المباشر والواضح لاستقلال منطقة "القبايل". لن يتأتى ذلك إلا عندما يجبر قصر المرادية على التفاوض مع "القبايل". هل يمكن القول أن حياة فرحات مهني في خطر الآن؟ ظل فرحات مهني دائما يزعج السلطات، ويزعجها أكثر الآن، سيما وأنه مهندس الحكومة المؤقتة لمنطقة "القبايل". كما وجب التذكير أن ابنه تعرض للاغتيال بباريسي منذ 5 سنوات خلت في ظروف غامضة، ولا زالت لم تكشف خيوطها إلى حد الآن. كما وجبت الإشارة كذلك، إلى اغتيال الفنان معطوب لوناس. هذا إضافة إلى أن المراقبين يعلمون علم اليقين أنه عندما ترى الحكومة الجزائرية مصالحا مهددة، غالباً ما يكون رد فعلها قوّياً جداً، بالتالي من المرجح أن يكون حياة فرحات مهني في خطر.