بألوان خضراء وحمراء وبيضاء التي تزين علمهم، جاب قارعو الطبول القادمون من دولة بوروندي في وسط إفريقيا، مساء الثلاثاء، شوارع مدينة الرباط التي تعيش فعاليات اليوم الرابع من مهرجان "موازين إيقاعات العالم" في دورته الثالثة عشر. وحمل إحدى عشر قارعا الطبل على رؤوسهم أثناء تنقلهم مع حفاظهم على إيقاعات الرقص والغناء وتقديم أغنية باللغة البوروندية ترحب بالجمهور، حسب مدير الفرقة نتاغابو غابريال. وتوقفت الفرقة في ثلاث مناسبات خلال العرض الذي دام ساعة تقريبا، من أجل ترتيب الطبول حسب التقاليد البوروندية، في شكل نصف دائرة حول طبل مركزي يسمى "الملك"، وقرع كل لاعب طبله الخاص في تناغم تام مع باقي المجموعة. ويتناوب كل لاعب على الدخول إلى الحلقة لتقديم وصلته الخاصة، وحركات تحاكي حركات المحارب، ويقول نداء بلغته معناه " أيها الأصدقاء هل أنتم مستعدون للتضحية من أجل الطبل". فعزف الطبول ليس مجرد موسيقى بالنسبة لبوروندي بل هو ثقافة تعكس مكانته الخاصة في هذه الدولة الإفريقية، فيتم ضربه بطريقة خاصة أيضا، إذ كان يضرب في العصور القديمة في مناسبات استثنائية كالجنازة والتحريض. وتسعى الفرقة البوروندية إلى نشر ثقافة بلادهم الطبل ليس مجرد آلة موسيقية عادية، فهي مقدسة وترتبط بالتجديد والخصوبة .