بعد ثورة النعال على رجال السياسة والتي أطلق شرارتها البطل منتظر الزيدي، هاهي ثورة المصلين المسلمين تندلع على رجال الدين من الخط الكامبي(1). فبعد الزمجرة التي انفجرت من ضمائر الأحرار في مسجد الزهراء في محافظة إربد بالأردن والتي كادت تتحول إلى نهش في جسد إمام المسجد علي المقدادي لولا تدخل مصلين آخرين أسعفتهم على السريع أجهزة القمع الأردنية، وذلك على خلفية تطاول هذا الإمام على الزعيم العظيم والبطل الميمون السيد حسن نصر الله(2). هاهم اليوم -وكما نقلت شبكة راصد للأخبار(3)- المصلون المسلمون الأحرار يطردون من أحد مساجد مدينة تاروت بمحافظة القطيف إمام مسجدهم لتوجيهه الإساءة للمرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله تغمده الله بواسع رحمته والذي كان وسيبقى أبا روحيا لخط المقاومة في لبنان. فهل هي بداية انتفاضة المصلين؟ إن الأمة الإسلامية طوال التاريخ الإسلامي لم تعدم رجالا صالحين يقفون في وجه أئمة السياسة أو الدين الناريين(4) سواء عندما يتحركون لإعدام الانحراف والأمثلة عليه كنار على علم أو عندما يريدون تأكيد سلطة الأمة وحقها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تعبدها الله عزوجل بإيجابها عليها كما عبر عن ذلك الصحابي الذي وقف في وجه الخليفة عمر بن الخطاب قائلا لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا(5). ولكن كل ذلك ظل في آخر الأمر –حتى وإن وجدت القيادة الشاهدة- حركة فردية قد يقدر لها أن تجمع بعض الأنصار لكنها لم ترق إلى مستوى الحركة الاجتماعية الناهضة على قدم مفهوم أصالة الأمة بمفهوم الشهيد المطهري ليكتب لها نصر الله والفتح. أما اليوم فالشروط الموضوعية الفيزيقية والروحية قد صعدت من درجة التخصيب لنوى الحركة المنبعثة من قلب أصالة الأمة فيوشك التفجير النووي أن يحصل ليبدأ معه مسسلسل النصر الحاسم والفتح المبين لتشرق الأرض بنور ربها بعد الانتصارات وبمتوالية هندسية في ميادين المقاومة والعلم والحكمة. ومن وقود وتجليات هذا التخصيب هذه الانتفاضة التي بدأت تشب في المساجد على رموز وبيادق الخط الكامبي والتي سرعان ما ستتحول إلى ثورة على الخط الديني الأموي التكفيري الرجعي العميل لتعانق الإسلام المحمدي الأصيل. فمزيدا من تخصيب يورانيوم الأفكار داخل مفاعلات إنجازات المقاومة الحكيمة لننتقل بعد ثورة المساجد إلى ثورة التراث لنستقر في الحركة الجوهرية المحمدية الأصيلة. *كاتب مغربي مقيم في بلجيكا [email protected] الهوامش: (1) نسبة إلى معاهدة استسلام النظام العربي بكامب ديفيد. (2) جريدة القبس الكويتية-21/06/2010 (3) شبكة راصد الإخبارية 2010/07/17 (4) استلهاما من قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) القصص:41. (5) يحاول الخط الكامبي تنفسا لريح الإسلام الأموي التي أحياها الوهابيون اليوم تضعيف هذه القصة متنا بعد أن أعياهم ذلك سندا - نسجا على منوالهم المنهجي في تزوير التراث الإسلامي- زاعمين أن فيها نفسا خارجيا ومعتزليا فهذا الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في كتابه "فصول من السياسة الشرعية" تحت عنوان: مستند السلف وأهل السنة والجماعة لم يستطع إبطالها وحاول عصرها وتخميرها ليخرج الأمر في النهاية فوضى وتطاولا لا حقا شرعيا للأمة يقول: " ...وأما استدلال الخوارج والمعتزلة بقول عمر فلا حجة فيه لأنه لم يقل قوموني بالسيف وإنما قال: قوموني فقط، وقول القائل لعمر: رضي الله عنه: لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا تطاول منه على أمير المؤمنين لم يشأ أن يرد عليه وهو في مقام الإمام وفي خطبته الأولى حتى لا يتهم بالدفاع عن نفسه، وإلا فهذا الأمر أشبه بين السلف مما هو معلوم من الدين بالضرورة" مع أن القصة مرسلة إرسال المسلمات.