عمت فرحة عارمة العاصمة الرباط إثر فوز المنتخب الإسباني بكأس العالم لكرة القدم عقب تفوقه في المباراة النهائية، مساء أمس الأحد على ملعب سوكر سيتي بجوهانسبوغ، على المنتخب الهولندي بهدف دون مقابل حمل توقيع إندرياس أنيييستا في الدقيقة 116. فبمجرد ما أعلن الحكم الإنجليزي هاوارد ميلتون ويب عن نهاية الشوطين الإضافيين للمباراة النهائية لمونديال جنوب إفريقيا بتتويج منتخب "لاروخا" بكأس العالم لأول مرة في تاريخه ، أطلقت مجموعات من المواطنين المغاربة وخاصة من عشاق الكرة الإسبانية بصفة عامة وفريقي البارصا والريال بصفة خاصة إلى جانب بعض أفراد الجالية الإسبانية المقيمة بالمغرب، العنان لأبواق سياراتهم مرتدين أقمصة المنتخب الاسباني ورافعين الأعلام المغربية والإسبانية وهم يتبادولون التهاني في ما بينهم. وقد جاب هؤلاء بعض شوارع العاصمة ومنها شارع محمد الخامس قبل أن تنضم إليهم أمام محطة القطار الرباطالمدينة مجموعات أخرى من المنتشين بهذا التتويج التاريخي في أجواء احتفالية امتزجت فيها الأهازيج الشعبية المغربية بموسيقى الفلامنكو مرددين شعارات تحتفي بعبق هذا التتويج المستحق الذي يأتي سنتين بعد فوز الماتادور الاسباني بكأس أوروبا للأمم. وفي مدينة طنجة ، عبّرت جماهير المدينة عن فرحتها لفوز الجار الإسباني بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه مباشرة بعد انطلاق صافرة نهاية المقابلة النهائية التي جمعته بالمنتخب الهولندي مساء أمس الأحد. وقد شاطر المتتبعون لكرة القدم بمدينة طنجة الشعب الإسباني فرحة الفوز باللقب الغالي الذي أحرزته مجموعة من اللاعبين المتميزين، بعد شهر على انطلاق منافسات نهائيات كأس العالم التي احتضنتها جنوب إفريقيا، والذي توج بنهاية أوربية خالصة، مالت فيها الكفة لصالح منتخب الحمر بهدف نظيف في شباك منتخب طواحين الهواء. وقبيل بداية مباراة النهاية، حرص مجموعة من المشاهدين على ارتداء قمصان المنتخب الإسباني، تحمل أسماء وأرقام لاعبيهم المفضلين كفأل حسن وتشجيع للمنتخب الإيبيري، الذي يبلغ نهاية كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بينما آثر آخرون حمل قمصان برتقالية اللون، وهي قمصان المنتخب الهولندي. وقد انقسم المتتبعون لمباراة النهاية على مجموعتين، تشجع كل منها فريقها المفضل، خاصة أن مدينة طنجة تعرف خلال الفترة الحالية توافدا مهما للجالية المغربية المقيمة بالخارج، وأساسا المغاربة المقيمين بالديار الإسبانية والهولندية، وهو ما أضفى جوا حماسيا ساهم في الرفع من حرارة المقاهي التي كانت تنقل مباراة النهاية. وطيلة أطوار مباراة النهاية، كانت شوارع مدينة طنجة شبه خالية إلا من بعض المارة غير المبالين لهذه المواجهة الأوروبية الخالصة للظفر بأغلى لقب كروي عالمي، بينما تسمر الآلاف من المشاهدين أمام شاشات التلفاز، تعلوا صيحاتهم مع كل فرصة ضائعة، لتشتد الأعصاب أكثر مع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل بين الفريقين. ومع انطلاق الأشواط الإضافية، صعب على المتتبعين التكهن بالنتيجة النهائية، كما زاد التخوف من الوصول إلى ضربات الترجيح أو ضربات الحظ، التي قد تحرم المنتخب الإسباني، الذي يحظى بشعبية في شمال المغرب، من هذا اللقب العالمي، قبل أن يرسم هدف لاعب الوسط الهجومي إنييستا الفرحة على شفاه المتتبعين وتعلوا صيحات الفرح في كل أرجاء مدينة طنجة. وقد جاب مجموعة من المحتفلين بهذا اللقب الغالي شوارع مدينة طنجة بسياراتهم وسط أصوات الأبواق العالية، يلوحون بقمصان لاعبي المنتخب الإسباني، خصوصا الذين يمارسون في صفوف ناديي برشلونة وريال مدريد، اللذين يشكلان عماد المنتخب الإيبيري كما يحظيان بقاعدة شعبية كبيرة عبر العالم. وقد حظي حارس المرمى إيكر كاسياس بتقدير بالغ من لدن المشاهدين بمدينة طنجة بعد إنقاذ المرمى من أكثر من ثلاث فرص واضحة للتسجيل، وهو الثناء ذاته الذي ناله كل من لاعبي الوسط تشافي هيرناندير وإنييستا والمهاجم دافيد فييا، والذين صنعوا مجد المنتخب الإسباني، الذي بث الفرحة في شمال مضيق جبل طارق، كما في جنوبه.