احتضنت مدينة الحسيمة لأول مرة، وعلى مدى يومين، حفل زفاف جماعي لفائدة 11 شابا وشابة ينحدرون من فئات اجتماعية معوزة من مختلف الجماعات التابعة للإقليم وذلك بمناسبة الزيارة الحادية عشرة للملك محمد السادس لإقليم الحسيمة. وقد نظم هذا الحفل الجماعي بمبادرة من "شبكة الجمعيات التنموية بإقليم الحسيمة" و"جمعية المنار للتنشيط النسائي" و"جمعية النهضة السياحية بالحسيمة"، بتعاون مع ولاية جهة تازة- الحسيمة- تاونات والمجلس الجهوي والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت رئيسة الشبكة سعاد قيشوح، أن هذا الحفل هو مناسبة جديدة لإبراز العمل الاجتماعي، والمبادرات الاجتماعية المتمثلة في مساعدة الشباب على الزواج، وتخفيف الأعباء المالية عنهم، وتشجيعهم على الزواج والإقبال عليها، حيث أصبحت واقعا ملموسا بفضل تضافر جهود كل الفاعلين، من سلطات عمومية ومجالس محلية ومجتمع مدني. وتخلل هذا الحفل العديد من الفقرات الفنية التي جسدت تقاليد المنطقة الريفية في الأعراس ، مثل طلاء أيدي العريس والعروس بالحناء من طرف مرافقيهما (أوزير) بالنسبة للعريس الذي يرتدي جلابة بيضاء و"بلغة" و"رزة" أو طربوش، و(توزيرت) بالنسبة للعروس التي ترتدي بهذه المناسبة "كندورة بيضاء بالسفيفة الخضراء" وسروالا أبيض ، وتوضع أمامهما صينية تتضمن شمعا وسكرا وطحينا وبيضا، وآنية بها حناء. وقد تم خلال هذا الحفل الجماعي توزيع الحلويات وأقيمت مأدبة غذاء على شرف الحاضرين من أهل العرسان والعرائس والضيوف . كما تضمن برنامج الحفل تقديم مجموعة من الفقرات الموسيقية والعروض الفنية من طرف مجموعة من الفرق الشعبية التي تمثل مختلف المناطق المغربية ومنها على الخصوص "فرقة القمراوي المحلية"، و"فرقة عيساوة للفنون الشعبية"، و"فرقة أحيدوس" و"فرقة كناوة". وسلمت للأزواج، بالمناسبة، هدايا قدمها لهم المنظمون والعديد من الفعاليات المحلية والضيوف. وفي هذا السياق، أوضحت إحدى المنظمات أن حفلات الزفاف في منطقة الريف تستمر ثلاثة أيام على الأقل، وتتم في فصل الصيف، خاصة بعد الانتهاء من عملية الحصاد وجمع التبن وتخزين الغلة من الشعير والقمح، وطلاء جدران المنزل بالجير الأبيض وتهيئ ما يتطلبه العرس ، مؤكدا على ضرورة الحرص على تقاليد الزواج بالمنطقة من الاندثار. وأشار إلى أنه في نفس اليوم يلبس العريس (موراي) جلبابا أبيضا وسلهاما، أما العروس (تسريت) فتتزين بالكحل والسواك، ويمشط شعرها ويعطر بعطور تقليدية مختلفة، وترتدي ملابس تقليدية "تكشيطة" وتضع على رأسها "سبنية". ومن مظاهر العرس الريفي أيضا جمع "الغرامة" (تغرامت) من المدعوين الذين يقدمون هدايا نقدية وعينة، حيث يمتدح رئيس المجوعة (أبراح) كل من أدى هدية نقدية، وذلك في استعراض رائع لمجموعة من القصائد الشعرية المغناة بهدف تشجيع المدعوين على المساهمة، كما يتم ذكر الاسم الكامل للشخص الذي قدم هدية نقدية أو عينية.