أفيد ل "هسبريس" من لدن مصدر دركي مطّلع بأنّ فرقا بحرية وأخرى برّية تضيّق الخناق على محاولات الاستمرار في عمليات التهريب الدولي للمخدّرات انطلاقا من شواطئ بحيرة مرتشيكا.. إذ أفيد ضمن هذا الصدد بأنّ الجزء المقطع الجنوبي للبحيرة والمحسوب على النفوذ الترابي لجماعة بوعرك القروية، قد عرف إفلاح رجال الدرك الملكي في حجز عربة "مرسيديس" من صنف 312 محمّلة بما يعادل ال6 آلاف لتر من البنزين موزعة على نحو 200 غالونٍ من سعة 30 لترا للغالون الواحد.. قبل أن يزيد نفس المصدر الدركي بالإفصاح عن تفاصيل العملية باعتبارها واحدة من العمليات الناجحة على مستوى الرصد والتتبّع، قبل أن يقرّ بأنّ نفس العملية قد اختتمت بتمكّن ضنينين اثنين من الفرار بعدما استعانا بالغطاء النباتي الكثيف الذي يكسو المنطقة من أجل تصعيب عملية الملاحقة والتوقيف التي سهر عليها فريق دركي مختصّ. وتأتي عملية حجز البنزين المفعّلة ليلة الخميس الماضي من أجل إماطة اللثام عن استمرار عمليات التهريب الدولي للمخدّرات انطلاقا من سواحل سبخة بوعرك المعروفة دوليا باسم بحيرة مارتشيكا، إذ غالبا ما يتمّ استقدام ألاف اللترات من البنزين الذي تحتاجه محركات زوارق "الغُوفاست" قُبيل سويعات من الإبحار بشحنات الحشيش في اتّجاه السواحل الشمالية من البحر الأبيض المتوسّط، وهو نفس الإبحار الذي يعتمد على ولوج مياه المتوسّطي بالمرور عبر وادي "بوقانة" الذي يعتبر المنفذ الوحيد لمغادرة مارتشيكا وكذا الولوج إلى مياهها. استمرار عمليات التهريب الدولي للمخدّرات انطلاقا من بحيرة مارتشيكا وسواحل إقليم النّاظور تأتي لتدفع نحو التساؤل عن الأعداد الحقيقية لممتهني الاتجار الدولي بالمخدّرات بعد تمكّن الأجهزة الأمنية والقضائية من إيقاف أعداد كبيرة من المتورّطين في شبكتي محمّد الغاني ونجيب ازعيمي في ظرف سنة ونصف، كما يدفع استمرار دينامية نفس النشاط المحظور إلى التساؤل عن عدد المسؤولين النّافذين في دواليب السلطة المحتمل تورّطهم ضمن الشبكات المستمرّة في نشاطها، خصوصا وأنّ التحقيقات ضمن ملفي الشبكتين الموقوفتين آنفا قد أسقط تعدادا ممن المتواطئين المرشّح عددهم للارتفاع. من جهة أخرى، سبق وأن أفصحت مياه جماعة "ثازاغين" السّاحلية يوم الجمعة من الأسبوع الماضي عن استمرار دينامية زوارق "الغُوفاست" المحشّشة بترابها التابع لإقليم الدريوش، إذ ألقت مياه المدّ بزورق مطّاطي رصده أفراد الحراسة التابعون لجهاز القوات المساعدة وتقسيمته بالمنطقة، إذ ثبت عند عملية الحجز التي وقف عليها دركيون من البحرية الملكية بأنّ الأمر يتعلّق بزورق يزيد طوله عن ال15 مترا بثلاث محرّكات تصل قدرة الواحد منها إلى 250 حصانا.. فيما يرتقب الكشف ضمن مستقبل الأيّام عن تساقط عتاد لوجستيكي في قبضة دوريات التمشيط.