كشفت مصادر إعلامية إيطالية بداية الأسبوع الجاري أن المهاجر المغربي بإيطاليا الراغب في تأمين سيارته ، يدفعقيمة تأمينأكبر مما يدفعه المنحدرون من جنسيات أخرى، حيث أن شركات التأمين تعتمد مبدأ الأفضلية القائم على جنسية الراغبين في التأمين. المغاربةمن يدفع أكثر !!! ففي تحقيق لصحيفة "لاريبوبليكا" (الأولى بإيطاليا) نشرته يوم الاثنين الأخير ، يؤدي بعض الأجانب بإيطاليا أكثر ممايؤديه الإيطاليون مقابل نفس العقود للتأمين الإجباري على السيارات والتي تصل حدود 25% بالنسبة للمغاربة والرومانيين ، ففي نفس عقد التأمين الذي يحصل عليه الإيطالي بألف أورو لتغطية المسؤولية المدنية لسيارته في حالة تعرضه لحوادث السير يدفع المغربي 250 أوروهات زائدة. وتعتمد جل شركات التأمين الإيطالية، باستثناء شركتين حسب تحقيق "لاريبوبليكا"، على جنسية المتعاقد معها ، لتحديد المبلغ الواجب أداؤه مقابل عقد التأمين على السيارة، بالرغم أن شروط الخدمة العمومية التي تقوم بها شركات التأمين تقتضي أن لا تنبني معاملاتها على التمييز الجنسي أو العرقي إلا ان جنسية المتعاقد تبقى أهم عنصر في تحديد قيمة عقد تأمين أية عربة ذات محرك بإيطاليا. ويمكن لأي كان أن يقف عند هذه المسألة بفتح أحد المواقع الإلكترونية المختصة في التأمين فبمجرد تغيير جنسية المتعاقد يتغير المبلغ الصافي الذي يجب دفعه والذي يصل قيمته القصوى عندما يتعلق الأمر بمتعاقد مغربي أو بالأحرى "ماروكينو". المغرب خارج التغطية!!! ولا تقف المعاملة التمييزية التي يخضع لها المغاربة بإيطاليا من قبل شركات التأمين في حدود الدفع أكثر بالمقارنة مع باقي الجنسيات ، بل أن حيف هذه الشركات يصاحبهم حتى في زياراتهم لأراضي الوطن خصوصا عندما يكتشفون أن البطاقة الدولية للتأمين (البطاقة الخضراء) التي تمنحها لهم هذه الشركات تضع علامة على المغرب مما يعني عدم صلاحيتها بمجرد النزول من الباخرة. ورغم أن المغرب كان من الدول الأولى التي انظمت إلى نظام "البطاقة الخضراء" للتامين الدولي على العربات ذات المحرك (44 دولة حاليا) إلا أن شركات التأمين بإيطاليا ( بعضها لها فروع بالمغرب )،ومنذ أكثر من عشر سنوات تجعل المغرب خارج تغطيتها ، لذا يضطر معظم المغاربة أثناء عودتهم إلى أرض الوطن وكذا السياح الإيطاليون الإلتجاء إلى التأمين على سياراتهم عن طريق الوكالات الموجودة بالحدود المغربية. ويشكل الحصول على البطاقة الدولية للتأمين الضامنة في إطار تغطيتها المغرب ، هاجسا لدى العديد من المغاربة خصوصا الذين تكثر زياراتهم للمغرب ، خصوصا وأن بعض الشركات في إطار استقطابها للمزيد من الزبائن من المغاربة ، تضع تغطية المغرب كامتياز يمكن الظفر به من خلال شروط تجعل من عقد التأمين وكأنه يخص أحد التحف النادرة وليس سيارة لا تتعدى قيمتها بعض اليوروهات القليلة، بل أن العديد من المغاربة يقعون ضحية احتيال حين يكتشفون أن "البطاقة الخضراء" مزورة وغير مسجلة مما يضعهم في ورطة من أمرهم. ويضع أحد التقارير التي صدرت مؤخرا (29 ماي) عن إحدى جمعيات المستهلكين (كونفدرالية المهنيين) بإيطاليا شركات التأمين في علاقتها بزبائنها من المستهلكين في المراتب الأخيرة رامزا إليها باللون الأسود بحيث أن الزيادة التي عرفها هذا القطاع -حسب هذا التقرير- خلال شهر أبريل الأخير فقط بلغت 7%. أما إذا أردنا تلخيص علاقة شركات التأمين بالمغاربة بإيطاليا حسب هذه المعطيات فالأمر قد يتطلب لونا أكثر قتامة من الأسود.