صور للمجسم ب "هامبورغ" - أبريل 2007 لقي قرار اختيار العمل الفني "المكعب الأسود" للألماني "غريغور شنايدر" الذي يعد مجسما للكعبة الشريفة في أبعاده الهندسية للاحتفال بألفية مقاطعة "نيوشاتل" السويسرية خلال السنة المقبلة ، -لقي- نقاشا واسعا بين الرأي العام المحلي أسفر عن تقديم رئيس اللجنة المنظمة ل "ألفية نيوشاتل" "دانييل بوركي" لإستقالته احتجاجا منه على هذا القرار. وساق معارضو قرار مركز الفنون بنيوشاتل ، والذين يتزعمهم الرئيس السابق للجنة المنظمة ، موقفهم السلبي اتجاه تنصيب مجسم الكعبة في أهم ساحات المدينة (ساحة الميناء) ، بتبريرات متعددة. ففي البداية كان التبرير هو الخوف من العمليات الإرهابية باعتقادهم أن المجسم قد يلاقي معارضة المسلمين ، إلا أنه مع ترحيب العديد من أفراد الجالية الإسلامية بالمبادرة بدأت بعض الأوساط تدعو إلى إبعاد كل ما له علاقة بالأديان وهو موقف الرئيس المستقيل فهذا "المكعب الأسود سيحجب جميع الأعمال الفنية الأخرى (40 عمل فني) بل سيكون رمزا لهذا الحدث ، وهذا ما يجعله أن يكون مستفزا ، فلا داعي لوضع الهشيم في الحريق ، فمن الأجدر –يضيف الرئيس المستقيل- أن يتم سحب هذا المشروع من أصله" وبالتالي فهو غير مستعد لترويج عمل غير مقتنع به شخصيا على حد تعبيره عندما سأل إذا كان يخيفه الإسلام ما دام أن المسلمين لا يعارضون المشروع. وحاول "أرثور دو بوري" رئيس مركز الفنون بنيوشاتل المعروف اختصارا ب"كان" ، خلال التجمع الشعبي الذي أقيم يوم الخميس الأخير خصيصا لهذا الموضوع ، أن يدافع على قرار مركزه عندما سأله أحد الحاضرين عن علاقة "نيوشاتل" بالكعبة قائلا أن الأمر يتعلق ب "تحفة فنية عالمية تمثل الفن التجريدي" ثم أن " الكعبة قد تدعونا للتفكير وإعادة النظر في الصورة النمطية التي تكونت لدينا في العشر سنوات الأخيرة والتي تتسم بالخوف من الآخر أي من المسلم "فقد حان الوقت للتساؤل –يضيف مدير المركز- لماذا هذا الخوف؟. وهو الموقف الذي عبر عنه الكوميدي السويسري "ماتيو بيغولان" الذي شارك في نفس التجمع الشعبي عندما قال أنه "إذا أردنا من الفن أن لايكون مستفزا فما علينا إلا إغلاق المسارح والمتاحف وديور النشر مثل التي نشرت أعمال جان جاك روسو المستفزة في حينها". وقد سبق لمدينة "هامبورغ" الألمانية أن عرضت نفس العمل الفني المجسم للكعبة الشريفة سنة 2007 في حين أن كلا من البندقية الإيطالية سنة 2005 وبرلين الألمانية سنة 2006عارضتا عرض هذا العمل الفني بداعي استفزاز "الأصوليين الإسلاميين"، وهو ما تصبو إليه اليوم العديد من الأوساط ب"نيوشاتل" السويسرية التي تتمنى أن لا تكون هناك جهات تتبنى تمويل المشروع خصوصا وأن انجاز المشروع قد يكلف 150 ألف فرنك سويسري .