تحدث أحد الناجين من كارثة المنجم المنكوب في منطقة "سوما" بولاية "مانيسا" غربي تركيا، "توفيق جوجو"، عن الدقائق الفاصلة بين الحياة والموت، بعد وقوع الانفجار، واندلاع الحريق في المنجم. وأوضح "جوجو"، البالغ من العمر31 عامًا، ويعمل منذ تسع سنوات في المناجم، أن "التيار الكهربائي انقطع قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر، وبعد ذهاب فني الكهرباء بحوالي عشر دقائق، أتت تعليمات بجمع العمال، والصعود إلى أقسام الهواء النظيف في المنجم"، مشيرًا إلى أنهم "كانوا على بعد كيلو متر واحد منها". ولفت "جوجو" إلى "وجود مسالك رئيسية عند أقسام الهواء النظيف، وعند الوصول إليها أخرجتهم فرق الإنقاذ"، مضيفًا: "كان الدخان منتشرًا في كل مكان، وضعنا الأقنعة الواقية، لم يكن أحد يستطيع رؤية الآخر، تناقص عددنا بسبب الدخان، كان عددنا يتراوح ما بين 25 و30 شخصًا عندما بدأنا المسير، وعندما وصلنا إلى قسم الهواء النظيف لم يكن إلى جانبي إلا زميل واحد في حالة إغماء". وأفاد أن "انفجار المحول الكهربائي وقع عند نقطة توزيع الهواء النظيف، مما أدلى إلى انتشار الدخان في الممرات"، مشيرًا إلى أن "العمال وضعوا الأقنعة بعد نشوب الحريق إلا أن البعض منهم نزعها مما أدى إلى اختناقهم بالدخان وإصابتهم بالإغماء"، موضحا أنه "طلب من العمال عدم نزع الأقنعة إلا أنهم لم يمتثلوا، ولقي أغلبهم حتفه بسبب الدخان". وأشار إلى أنه "فقد الكثير من زملائه في الحادث"، مؤكدًا أنه "لن يستمر في العمل بالمناجم من الآن فصاعدًا، قائلا: "ما عشناه كان عصيبًا جدًّا". وكان حريق اندلع إثر انفجار محول كهربائي في منجم للفحم بمنطقة "سوما"، في ولاية "مانيسا"، بعد ظهر الثلاثاء المُنصرم، أسفر عن مقتل 282 عاملا في المنجم، فضلا عن إصابة عدد آخر، بحسب مصادر رسمية. وأعلنت الحكومة التركية الحداد الوطني ثلاثة أيام على أرواح الضحايا، فيما فتحت النيابة العامة في "سوما"، تحقيقا حول الحادث. *وكالة أنباء الأناضول