رسائلُ طمأنةٍ وتنبيه حاولَ أنْ يبعث بها المرشحُ المحتمل للأمانة العامَة في حزب الحركَة الشعبيَّة، لحسن حداد، إلَى منافسه، امحند لعنصر، في حرصه على تحييد المحجوبِي أحرضان، عن "المعركة"، بالقول إنَّ موقف الزعيم الحركِي يجبُ أنْ يحتَرَمْ، وإنْ سار إلى تأييد مرشحٍ على حسابِ الآخر. حدَّاد الذِي عقد مؤتمرًا صحفيًّا في أحد فنادق الربَاط، صباح اليوم، قال إنَّ ثمَّة حاجةً إلى نخبٍ جديدة، لإعطاء ديناميَّة جديدة للحزب، "علينا أنْ نصغي إلى جميع المبادرات، بعدمَا صارتْ أفكار الأمس أليق بسياقها، وطرأت عدة مستجدة وتغييرات، وأقرَّ المغربُ دستورًا جديدًا". حدَّاد قالَ إنَّ طاقاتٍ كثيرة غادرت "الحركة"، وهو أمرٌ يؤسفُ له "وضعُ الحزب في يومنا هذا بات يستنفرُنَا جميعًا، أنَا لستُ ضدَّ أحدٍ، لكنْ يجبُ أنْ نمارسَ حقنَا في الاختلاف حتى نضع الأمور على السكة الصحيحة". المتحدث أردفَ أنَّ من غير المقبول أنْ يبقى القرارُ متمركزًا في يدِ مجموعةٍ معينة، كما أنَّ هناك ضرورة لتحكيم الكفاءة والأهليَّة والمهنيَّة عوضَ الولاء والمناصب، لافتًا إلى أنَّ المعارضة هي التي من شأنها أنْ تقوِّي الحزب بتعدد أصواتها، لا الصوت الواحد، وإنْ كانت هناك ضرورةٌ إلَى لمِّ الشمل الحركِي، بالنظر إلى وجود ثلاث نقابات كان الإمكان توحيدها في هيئة واحدة. وحدد المتحدثُ برنامجًا لترشحهِ، يقوم على أربع مرتكزاتٍ، أولها عدمُ إقصاءِ أيِّ حركِي، ثمَّ صون كرامة الجميع، سواء تعلق الأمر بأحرضان أوْ لعنصر، ثمَّ التجديد في الحزب، وإرساء قيم التعدديَّة في تدبير الخلاف، واعدًا ببحث عدد الولايات التي يمكن أنْ يترشحَ لها الأمينُ العام، على ألَّا تتجاوزَ ولايتين، متفاديًا التعليق على نكث الأمين العام الحالي للحزب عهدهُ عدم الترشح لولاية جديدة، كمَا سبق له أنْ صرح بذلك في وقت سابق. حداد قالَ إنَّ عددًا من رموز "الحركة الشعبيَّة" يدعمُونه في سباق الظفر بالأمانة العامَّة لحزب السنبلة، ذاكرًا منهم عبد القادر تاتُو وعزيز الدرمومِي ونبيل بلخياط ووديع التنملالي، مؤكدًا أنَّه سيكُون من أولِ مهنئِي منافسه في حال لمْ تكن نتيجة المؤتمر الثاني عشر لصالحه. وفي ردٍّ على سؤالٍ لهسبريس حول رؤيته للتحالف مع حزب العدالة والتنميَة وآفاقه في حال آلتْ إليه الأمانة العامَّة، قال حداد إنَّ إصلاحاتٍ بوشرت مع حكومة "بنكيران"، وأنه يرى ضرورة لأنْ تبقى الحركة في الحكومة إلى متمِّ ولايتها، موضحًا أنَّ حزبهُ يؤمن الليبراليَّة غير المتوحشَة، ويولِي أهميَّة للعالم القروِي، وإنْ كان اليوم هناك متغيرٌ صار معهُ عشرون نائبًا حركيًّا قادمين من المدن لا البوادي. وعمَّا إذا كان سيقبلُ على تغيير الوزراء الحركيِّين في حال نجح في انتخابات الأمانة العامة، قال حداد إنَّ ذلك غير وارد، لأنَّ رئيس الحكومة هو من يقترحُ الأمر، مضيفًا أنَّ أيَّ خروقاتٍ قدْ تحصل "سنتصدَّى لها بالمرصاد، في نطاقِ ما يؤطرهُ القانون"، بعدمَا شارفتْ مرحلَة "الزعامة الكاريزميَّة، بالصيغة التي عرفها المغرب، على بلوغ نهايتها"، يقولُ حداد.