قال محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة "منتدى أصيلة" الثقافية أن وزارات الثقافة في الأقطار العربية تقصد رسائل أيديولوجية عادة وتفتقد الاستقلال في التسيير والتدبير، منتقدا إلحاقها ضمن قطاعات حكومية أخرى مثل الإعلام أو التربية والتعليم. وقال في محاضرة استضافها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي في عمّان مؤخراً: "هناك اتجاه طوعي في أكثر الديمقراطيات الغربية صوب التخلي عن تدبير شؤون الثقافة وجعلها ضمن صلاحيات محلية فيما لا نزال نتحدث عن سياسات ثقافية وفق مفهوم غير دقيق يغرق في ضباب العموميات". محمد بن عيسى الذي تولى سابقاً منصب وزير الخارجية والتعاون وقاد وزارة الثقافة، ربط بصورة قطعية بين التوعية الفكرية والتنمية البشرية، ووجد الأولى لا تزال مشروعا طموحا ومطروحا في أجندات المؤسسات العربية المعنية، وأردف: “ثمة تجارب قطرية تشق طريقها بنجاح ولكن الأهم تضافر الجهود وتكاملها من أجل تحقيق نهضة شمولية مشتركة ومتوازنة تشكل منفذا إقليميا أمام صعوبة مداخل أمنية واقتصادية وسياسية متوحدة”. وشدد بن عيسى وفق ماذكرته صحيفة الخليج" الإماراتية على ضرورة إعادة الاعتبار للثقافة بوصفها ثروة قومية يجب التأسيس عليها قانونيا وتشريعيا والانصات للمبادرات الخاصة النابعة من المجتمع المدني والتخطيط لشراكات داعمة في هذا السياق، مستعرضا نماذج فكرية أسهمت في رقي مواطنها، وتابع: “المثقفون الطلائعيون يعدّون في سجلات الأمم بمثابة العيون المبصرة جهة التقدم والمجد”. وعرج بن عيسى في المحاضرة التي قدمها مدير مؤسسة شومان ثابت الطاهر على تجربتين شخصيتين قال إنهما أسهمتا في إثراء مشواره المهني والإنساني وشرحهما: "الأولى عندما بادرت مجموعة أصدقاء في تأسيس جمعية المحيط الثقافية عام 1978 واعتماد الإبداع من أجل التنمية شعاراً لها حيث تواصل نشاطها حتى اليوم، والثانية حين تسلمت وزارة الثقافة في منتصف ثمانينات القرن الماضي واجتهدت في رسم سياسة بديلة للقطاع تقوم على أسس التصالح بين الدولة والمثقفين".