كنت أظن واهما أن الموت يوحد عواطف الناس ويؤجل الصراعات السياسية والإديولوجية حتى تفاجأت بخلق غريب عن ثقافتنا فقد قتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي على يد عصابة إجرامية تسمي نفسها البرنامج المرحلي في مجزرة رهيبة بواضحة النهار أمام الطلبة مستعملين السيوف والخناجر وبدل الندم يصدرون بيانا يفتخرون فيه بفعلهم ويطالبون الطلبة بالإستمرارفي نهجهم وهذا جرم يرتقي لما تفعله داعش بسوريا والعراق والقاعدة على كل صعيد ويجب اعتباره إرهابا لأنه قتل على الفكر والهوية كما إنه يحز في نفسي وأجدني محرجا وأنا أدافع عن رجل أختلف معه في بعض قرارته ,فبعد أن كنت أظن الجميع سيحترم الدم الذي أريق و الأرض لا تزال ترشحبه و شعور الأب المكلوم والأم الصابرة عن فقد ابنها العافية عن قتلته ودمع لم يجف بعد على مآقي إخوته وسيحترمون ذكرى الشهيد الذي غصب في حياته دون إرادته ونحترم منطق قيادته ورفقته الذين لم يدع أحدهم لانتقام أو ثأر إذا بالنذالة تتلبس أقلاما والخسة تغزو أفهاما وتبرير القتل يروج لهإعلام حتى يصيبك بالغثيان ليتفوقوا على جرم العصابة القاتلة وهو لعمري إعلام دجل يبرر للقاتل ويتهم الضحية ويسوق الشبه فلا يبقى لك من قول إلا مقالة بني إسرائيل تشابه البقر علينا وأي بقر ولأن الشبه كثيرة سأرد أحدها ليثبث الحق ويبلج ويدلج الباطل ويلجلج. فلقد جاء في الإعلام البصري والمكتوب ومواقع النت على لسان الكثير بحسن نية أو بخسة ودنية أن بنكيران يفاضل في الموت بين أبناء الشعب ويتهمونه بالانحياز السياسي والنفاق ودليلهم أن الإطار زيدون قتل ولم يحضر بنكيران وقتل شهيد 20 فبراير بآسفي ولم يحضر بنكيران ودهس قطار طالبة في محطة أزمور و سقط طالب من أعلى سطح بناية في ظروف غامضة ولم يحضر بنكيران..وعُثر على طالبة مشنوقة بالرباط ولم يحضربنكيران..توفي طالب قاعدي بفاس بسبب تدخل أمني ولم يحضربنكيران..وقُتل طالب بمراكش بطعنات سكين قاتلة ولم يحضر بنكيران وقتل رجل حرقا بسلا ولم يحضر بنكيران وقتل رجل بالبيضاء ولم يحضر بنكيرانومات جارنا ولم يعزه بنكيران فمن ياترى يعرف شخص مات أو قتل لم يحضر في موته بنكيران لنضيفه لهذه اللائحة العجائبية. بالمقابل حضر بنكيران لجنازة الفقيد عبد الرحيم الحسناوي، ولم يحضر لوحده، بل كان مع لحسن الداودي صاحب القلب المرهف، وسمية بنخلدون، وقيادات أخرى و هذه الشبهة الساقطة عقلا قبل أن تكون ساقطة خلقا لا تستحقأن تنظر وسأردها وأبطلها كالتالي: أولا إن بنكيران حضر لموت خادمة بيت بالعيايدة وحضر عندما طعن أستاذ بخنجر من قبل تلميذ بسلا وحضر معهالوفا وحضر بن كيران في فاجعة سقوط طفلة بالمعاريف بالبيضاء وحضر الداودي على عجل عندما سقط طالب بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية وهؤلاء جميعا ليس منهم شخص من حزبه أو جماعته. ثانيا إن المقارنة بين من مات ومن قتل لا يقوم بها إلا مختل فكيف نقارن بين من قتلته منظمة إجرامية على خلفية فكرية وسياسية وبطريقة بشعة وعلى مسمع ومرأى وتصدر بيانا تجاهر بالفعل وتفاخر به وتعد بالمزيد وقتلاها من كل التيارات والمرجعيات كيف نقارن بين ذلك وبين قتل آخر إلا إن كنا نريد التبرير للإرهاب الماركسي فقط لأننا يسار واليسار أكثر من اكتوى بنار هؤلاء القتلة ومنهم شرفاء لم ولن يرضوا بغير الحرية بديل. ثالثا إن حضور بنكيران لتهدئة الخواطر وقطع الطريق على من يريد جر البلد لمواجهات تحصد اليابس والأخضر لأن الشهيد ليس نكرة بل هو إبن قبيلة وابن منظمة ليست بالضعيفة ولوأرادت لاستطاعت مطاردة فلول البرنامج المرحلي ولكن ذلك سيفجر العنف في الجامعة وهناك من يستثمر في القتلة لتنتقل الشرارة للمجتمع خاصة أن منطقة تافيلالت تأوي القتيل وبعض القتلة ولو طلب الثأر ستنفجر المنطقة وبها خزان من الكراهية التي ورثها الناس من عهد السيبة وستصبح غرداية بالجزائر مجرد لعب أطفال أمام ماستؤول له الأوضاع هناك وسيصبح وضع مصر عندنا حلم وأمنية فهل الأفضل أن نعزي الناس ونهدئ من روعهم ونجعلهم يحسون بهيبة الدولة أم نغط الطرف ونترك الحبل على الغارب, لعل المستثمرين في هذا المشروع كانوا يتمنون تحقيق الفتنة ولأن فعل بنكيرانمنعها وقطع الطريق أمامهم فهم ساخطون. ثالثا هل يستقر في العقل أن نطلب من بن كيران الحضور في كل عزاء, أن يحضر في موت زيدون وشهيدآسفي رغم أن بنكيران لم يكن بعد رئيسا للحكومة وحضور جنازة بعض من ذكروا وقد صادفت وجوده خارج المغرب وهل وهل إن كان ذلك واجب فعليه أن يشتغل حفار قبور لا رئيس حكومة و حتى لو فعل كيف سيحفر قبورا متباعدة في لحظة واحدة إذن لم يبق له إلا أن يصبح ملك الموت حتى يحضر جنائز الخلق جميعا , ولكن تذكروا حينها أنكم ستذوقون سكرات الموت على يديه وهي أشد من سكرات أفولكم السياسي أمام قوة الرجل ورمزيته التي لا تزال تحافظ على نظارتها رغم قرارته التي أخالفه فيها ,لذلك بدل أن تباركوا له عزاءه والتحامه الشعبي غير المسبوق وقطعه الطريق أما الفتنة التي تطل بأعناقها إذا بسماجة طبعكم وفدامة عقولكم وتبلد حسكمتناصبونه العداء وتتحالفون مع عبدة الدم خفافيش الظلام الإرهاب الأحمر والشعب له ذاكرة وسيذكر لكم أنكم بررتم القتل فاتعظوا فسكرات موت الإنتخابات قريبة منكم وبنكيران ملك الموت على رقابكم.