ففي يوليو الماضي تقدمت الجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس" بمشروع إلى إدارة المنشآت والمباني في المدينة لبناء مسجد من أربعة طوابق ومئذنة في وسط بروكلين، الّتي تعتبر إحدى المدن الرئيسية في ولاية نيويورك، لكنه قُوبل بالرفض من قبل مخططي المدينة في الإدارة، باعتبار أنّ تصميم المسجد يخالف أنظمة البناء في بروكلين. وتم قبول المشروع عندما أُعيد تقديم مخطط للمسجد بدون مئذنة، وتم الشروع في بنائه حاليًا في ميدان فورهيس بوسط بروكلين، إلا أنّه لا تزال هناك معارضة قوية للمشروع من جانب بعض غير المسلمين في المدينة، والذين شكلوا مجموعة قامت بتوزيع منشورات تدعو السكان إلى أن يقولوا "لا لمسجد في ميدان فورهيس". ودشنت المنظمات الّتي تقف خلف هذه الحملة العنصرية حملة على الإنترنت، واستقطبت حتى الآن حوالي 300 من السكان، قالوا فيها إنّ الراعي الرئيسي للمشروع، وهو الجمعية الإسلامية الأمريكية، تسعى إلى إقامة "دولة إسلامية في أمريكا"، و"ترتبط مع منظمات وأفراد معادية للسامية وللسياسات الإسرائيلية". من جانبه رد مهدي براي، المدير التنفيذي لصندوق الحرية التابع للجمعية الإسلامية الأمريكية، على هذه الانتقادات بالقول: إن هناك موقفًا سياسيًا من المسلمين لدى المعارضين لمشروع بناء المسجد، برغم تحججهم بأمور مثل إعاقة المشروع لحركة المرور ووقوف السيارات في ميدان فورهيس. وأوضح أن تصميم المسجد "يفي بجميع متطلبات البيئة والعمران في بروكلين، ولذلك فإنّ هذه المجموعات المعارضة تستخدم تكتيك الخوف التقليدي من الإسلام والمسلمين". وأضاف: "لكن على الرغم من كل هذا الضجيج فإن المسجد سوف يتم بناؤه، ونحمد الله تعالى على أن القانون في جانب من المسلمين في هذه المسألة". وتعيد مشكلة مسجد بروكلين إلى الأذهان جدل بناء المآذن الذي تفجر مؤخرا في أوروبا بعد الاستفتاء الذي دعا إليه حزب الشعب اليميني السويسري لحظر بناء المآذن في سويسرا في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، وصوت فيه 57.5% من الناخبين السويسريين لصالح حظر بناء المآذن في البلاد، في خطوة لاقت رفضا وانتقادات من الأممالمتحدة والفاتيكان وكنائس وحكومات أوروبية أخرى في حينه. وكشف استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية، وظهرت نتائجه في يناير الماضي، أن الأمريكيين ينظرون إلى الإسلام والمسلمين بطريقة سلبية رغم نمو النشاط السياسي والاجتماعي للأقلية المسلمة في الولاياتالمتحدة، والعمل الدءوب لمنظمات التقارب بين الأديان خلال العقود الماضية. ويعيش في الولاياتالمتحدة ما بين 6 إلى 7 ملايين مسلم من أصل أكثر من 310 ملايين نسمة، وفقا لمصادر إسلامية أمريكية، بينما ذكر مركز "بيو" لاستطلاعات الرأي قبل عدة أشهر أن المسلمين يمثلون أقل من 1% من الشعب الأمريكي.