إسوةً بزعماء هبتْ عليهم رياح التغيير، فلمْ يجدُوا من مشجبٍ سوى الحديث عن مؤامراتٍ تحاكُ ضدهم في الخارج، لم يتوانَ الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، عن إدانة ما قال إنها دعوات للتدخل الأجنبي في شؤون الجزائر، على بعدِ أيَّام من الانتخاباتِ الرئاسيَّة، التي يرى مراقبون أنها محسومةٌ سلفًا لصالحه. حديث بوتفليقة الذِي بثه التلفزيون الرسمي في جانب منه، جرى لدى استقباله المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الدبلوماسي الجزائري، الأخضر الإبراهيمي. حيث قال بوتفليقة للإبراهيمي إنَّ الحملة الانتخابية تنتهي وسط دعواتٍ إلى الفتنة والتدخل الأجنبِي. شكوى بوتفليقة البالغ من العمر 77 عامًا، تأتِي بعدمَا بعث علي بن واري، المبعد من سباق الرئاسة، مؤخرًا، عقب عجزه عن جمع 60 ألف توقيع من مواطنين في 25 ولاية، برسالة إلى شخصيات دولية، مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، دعا فيها إلى "التدخل" لمنع استمرار بوتفليقة في الحكم، لولاية رئاسية رابعة، عبر تزوير انتخابات الرئاسة. الرئيس الجزائري تابع أمام الإبراهيمي الإبراهيمي "هذا ليس معقولا، هذه ديمقراطية جزائرية من نوع خاص". مردفًا "هذه فتنة أم ثورة أم ربيع؟ هل هذا في فائدة الشعوب؟". ليرد عليه الإبراهيمي: "هي فيها شوي (قليل) من كل شيء". ورغمَ أنَّ بوتفليقة يقودُ حملةً هي الأغرب في تاريخ الانتخابات الرئاسيَّة عبر سلال، إلَّا أنه ظهر للمرة الثانية، في غضون 24 ساعة ليشكو التدخل والجو غير السليم، فيما كان قد صرح، السبت، خلال استقباله وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانيول مارغايو، بأن "هناك دعوات للعنف وكذا تصرفات غير ديمقراطية" في السباق الانتخابي. بوتفليقة زادَ أنَّ "هناك مرشحا هدد الولاة والسلطات بأنهم يجب أن يحذروا على عائلاتهم وأولادهم في حال حدوث تزوير، ماذا يعني هذا؟! إنه إرهاب عبر التلفزيون". وذلكَ في إشارةٍ إلى التصريح الأخير إلى تصريحات المرشح علي بن فليس (70 عاما)، منافسه الأول في السباق، الذي خاطب الولاة (المحافظين) خلال استضافته في ندوة بالتلفزيون الرسمي، مساء الأربعاء الماضي، بالقول: "التزوير حرام، وأتوجه للولاة ورؤساء الدوائر: يا مسئولين.. عندكم أولاد حافظوا على أولادكم". يذكر أنَّ حملات الدعاية للانتخابات الجزائرية انتهت الأحد، عند منتصف الليل، مما يعني دخول البلاد في هدوء حتى فتح صناديق الاقتراع الخميس القادم. وسط احتجاجات ودعوات للمقاطعة من لدن المعارضة التي ترفض استمرار بوتفليقة في الحكم، وترى في ترشحه لولاية رابعة "حسم مسبق" لنتائج الانتخابات لصالحه. ويشملُ السباق الانتخابي كلا من: علي بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق، ولذي يوصف بالمنافس الأول له في السباق، وبلعيد عبد العزيز، رئيس حزب جبهة المستقبل، وتواتي موسى، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، ورباعين علي فوزي، رئيس حزب عهد 54، زيادةً على حنون لويزة، الأمينة العامة لحزب العمال اليسار.