قال قيادي إسلامي في فرنسا، إن "رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، مارين لوبن، تريد دغدغة عاطفة المهمشين الفرنسيين، ولا يهمها سوى حشد أكبر قدر من أصوات الناخبين قبل الانتخابات الأوروبية القادمة". جاء ذلك ردا على تصريحات لوبن، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، قبل أيام، قالت فيها إن حزبها سيمنع المدارس من تقديم وجبات غداء مخصصة للتلاميذ المسلمين في البلديات التي فاز فيها في الانتخابات البلدية الأخيرة، وهو ما يعني تعميم لحم الخنزير كطعام في مدارس تلك البلديات. أمين عام المؤتمر الاسلامي الاوروبي في فرنسا، المغربي محمد البشاري، أوضح في تصريحات للأناضول، أن "لوبن تريد دغدغة عاطفة المهمشين من الفرنسيين الذين يعيشون في ضواحي المدن الكبرى والقرى، عن طريق الترويج لما تصفه بالخطر الذى يمثله الإسلام على المجتمع الفرنسي، وأن المسلمين يريدون تغيير الطبائع الفرنسية". ومضى قائلا: "لوبن الآن لا يهمهما موضوع فرنسا ولا موضوع العيش المشترك، بقدر ما يهمها الحصول على أكبر عدد من الناخبين الفرنسيين، خاصة وهي تستعد لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي، بعد أن فاز حزبها ب11 بلدية في الانتخابات البلدية الأخيرة". وأضاف البشاري أن "فرض لحم الخنزير في المدارس، لا يطال اليهود بشكل مباشر لأن أبناء الطائفة اليهودية متواجدين في مدارس خاصة بهم ولا يعيشون هذه الإشكالية". وتمنع الديانة اليهودية أكل لحم الخنزير، متابعا بالقول إن "المشكلة لدى المسلمين الذين يصل تعدادهم الى ستة ملايين مسلم اغلبهم من الأطفال والشباب المسجلين في مدارس حكومية او مدارس كاثوليكية خاصة". واستطرد: "هناك 650 ألف طفل مسلم موجودون اليوم في الثانويات المسيحية لعدم توفر مدارس خاصة بالمسلمين" مشيرا إلى أن "المؤتمر الاسلامي الاوروبي اختار عدم الرد في بيان رسمي على تصريحات لوبن، كي لا يصبح موضوع لحم الخنزير هو موضوع الانتخابات الأوروبية القادمة". وبحسب البشاري، "يتحمل الساسة من اليمين واليسار مسئولية تصريحات لوبن وما يترتب عليها من تداعيات، وكذلك الناخب الفرنسي المسلم الذى قاطع الانتخابات البلدية الماضية". وأضاف : "بعض المدن التى فاز بها اليمين المتطرف يمثل المسلمين والعرب أكثر من 60% من الناخبين فيها، ما يعني أن عزوف المسلمين وابتعادهم عن المشاركة في الحياة السياسية ساهم في صعود الجبهة الوطنية". وتابع البشاري قائلا "إذا لم يتحرك المسلمون في الساحة السياسية، لن يحققوا شيئا؛ إذا لم تقف فاطمة بحجابها ومحمد بلحيته في الطوابير أمام صناديق الاقتراع بدلا من الوقوف امام أبواب المراكز الاجتماعية للحصول على المساعدات، لن يتغير شيء". ويحمي القانون التقاليد العلمانية الصارمة التي تنتهجها الجمهورية الفرنسية، لكن المطالب المرتبطة بالعقيدة زادت في السنوات الأخيرة، وخاصة من جانب الأقلية المسلمة. ويعبر حزب "الجبهة الوطنية" المعارض لوجود المهاجرين في البلاد، عن استيائه المستمر من تنامي نفوذ الاسلام في الحياة العامة الفرنسية، وفاز في 11 بلدة وفي ضاحية كبيرة بميناء مرسيليا في انتخابات البلدية التي أجريت اواخر الشهر الماضي، وهو أكثر من مثلي انتصاراته خلال التسعينيات. * وكالة أنباء الأناضول