استمرار التدني الأخلاقي لدى بعض الصحف المغربية لقد طلعت علينا جريدة الصباح وجريدة الأحداث بخبر يدلس الحقيقة ويخفيها على القراء وهذا ليس بجديد على أمثال هؤلاء الصحفيين فهم بين صنفين صنف حاقد يلتمس الشبه والعثرات ويتلقفها ليصيغ منها حقائق بزعمه يدسها على القراء ليشوه بها سمعة خصومه وصنف أعماه الجري وراء السبق الصحفي لا يهمه صدق الخبر أو كذبه بقدر ما يهمه نشر خبر بفضح رئيس أو متبوع أو علم من الأعلام . وكلا الصنفين مذموم شرعا قال تعالى: " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم " والآية نزلت في أصحاب الإفك وقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " فمقتضى الإيمان في هذه الآية التثبت في الأخبار خشية الولوغ في أعراض الناس ودينهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع» أخرجه مسلم هذا في مجرد نقل الأخبار الكاذبة فكيف بتعمد ذلك من أجل الإطاحة بالناس وتشويه سمعتهم. عنونت جريدة الصباح للمقال ب:" اعتقال قيادي بجماعة المغراوي بمراكش في قضية شذوذ ومخدرات " أما الأحداث فلا يشفي الوصف بالقيادي غليلها فراحت تعنون ب" ملف عضو جمعية الدعوة يكشف قضية استغلال جنسي للقاصرين." ثم ساقت الخبر المغالطات في هذا الخبر: -1اعتقال قيادي بجماعة المغراوي / عضو جمعية الدعوة الإيضاح : المتهم الذي وصف بالقيادي في مقال الصباح وبعضو جمعية الدعوة في مقال الأحداث ليس كذلك بل هذا كذب محض فالشخص المعني ليس إلا شابا التحق بدار القرآن وبالمعهد العلمي التابع لها متعلما ثم اجتهد في التحصيل ، فاستعين به في التحفيظ فليس هو بعضو في الجمعية و"على المدعي البينة" وإن كانوا يقصدون بالقيادي تَرَأُّس دار من الدور التابعة للجمعية أو مهمة عالية بالجمعية فليس كذلك على البيان المتقدم. أضف إلى ذلك أن المتهم لم تعد له أي صلة بالجمعية لا من قريب ولا من بعيد ومنذ غشت 2008 الموافق لشعبان 1429 بعدما اشتبهت الجمعية في تورطه بالسرقة. ومنذ ذلك الوقت لا تعرف عنه الجمعية أي خبر. فتبين بذلك تواطأ الصحف المذكورة، على الطعن في جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة لأول فرصة تتاح ولو كانت بالشبه فحسبنا الله. ثم إني أذهب معكم إلى أبعد من ذلك ، هب أن أحد المسؤولين الكبار في الجمعية ضل أعاذنا الله وإياهم وسائر المسلمين من ذلك أيطعن على الجمعية ومنهجها. اللهم لا أفيطعن في النبي صلى الله عليه وسلم حين ارتد أحد كتاب الوحي ولحق بالكفار كلا والله.قال تعالى:" من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى" وقال تعالى:" قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل" وفي الآية الأخرى :" وما أنا عليكم بحفيظ "هذا في الكفر والإيمان فكيف بما دون ذلك من المعاصي كبيرها وصغيرها. أفلا تتقون الله في أقلامكم ماذا ضر المسلمين يوم ارتدت قبائل بأسرها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم إن الله تعالى جعل من الحدود والتعزيرات لمن انحرف عن الجادة ما يقوم به ويردع. فهل نطعن في المسلمين بوجود الفساق فيهم. كلا والله بل هذا حقيقة منهج الخوارج. والله المستعان. وهل يكون منطق هؤلاء المتصيدين المغرضين مطردا مع ما يسجل في المؤسسات التعليمية والأمنية وغيرها من شذوذ وانحراف مهول فيجعلونه سببا للطعن في المناهج أو المؤسسات المعنية؟ أم ماذا يقول هؤلاء الذين يركبون مركب الوقائع أمام ما تفرزه الأحداث في المؤسسات الإدارية والأمنية من رشاوى وفساد عريض كما تتناقله الجرائد؟ فهل يقال إن الجهات المعنية تهدف إلى إخراج هذه النماذج؟ أم المسألة مجرد شذوذ عن الأصل، فأين منطق التعقل والعدل؟