مع بداية السنة الميلادية الجديدة 2010 كادت باخرةتجارية قادمة من المغرب في اتجاه ألمانيا أن تتسبب في خنق حركة سير الشاحنات التي تشكل الشريان الذي يمنح الحياة للاقتصاد الألماني، بعد تأخرها عن موعد الوصول بسبب إجراءات الشحن المعقدة بالمغرب. الباخرة القادمة والمسماة "تيوالا" ليست محملة بالبترول الذي بسببه توقد الحروب والأزمات كما يعتقد البعض، بل يتعلق الأمر بكل بساطة بتوقعات الأرصاد الجوية التي حذرت من قدوم عواصف ثلجية قوية في الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي جعل المكتب المسير للمجلس الحضري لمدينة "فيردن" الواقعة شمال ألمانيا يستعين بالملح المغربي المعروف بجودته العالية وثمنه المنخفض، من خلال التعامل مع الشركة الوسيط "نوردسالز" المسؤولة عن الصفقة مع منتجين مغاربة بعد نفاذ مخزونها من هاته المادة التي يتم رشها بالطرق لتذويب الثلوج ومحاربة انزلاق العربات ، قصد فك كل شلل في حركة سير الطرق السيارة بمدن الجهة الشمالية بهذا البلد. هذا وقد عاش سائقو الشاحنات هنا أياما من توتر الأعصاب لتخوفهم من احتمال وصول الباخرة " تيوالا" المحملة بالملح المغربي متأخرة بعد اختناق حركة المرو ربسبب تراكم الثلوج مما قد يؤدي إلى عدم توزيعها في الوقت المناسب على المناطق المتضررة، خصوصا و أن بعض البواخر القادمة من المغرب معروفة بعدم التزامها بالمواعيد المعلنة في دفاتر التحملات المنظمة لحركة الملاحة البحرية بين المغرب والإتحاد الأوروبي دون صدور توضيحات لأسباب التأخير، الأمر الذي غالبا ما يتسبب في استغناء بعض الشركات عن المواد المغربية. وتلجأ بعض الشركات الإسبانية الوسيطة التي تتعامل مع منتجي الحوامض بالمملكة ، إلى استغلال هذه الظاهرة التي تسيء إلى المغرب ، عن طريق تزوير الملصقات التي توضع على "الكراتين" للتعريف بمصدر البضائع بأخرى تحمل اسم إسبانيا لعدم ثقة التجار الألمان في صلاحية تلك المواد، والتي يشتريها الوسطاء الإسبان من المغرب بثمن بسيط رغم جودتها العالية ويتم بيعها للألمان بأضعاف قيمتها الحقيقية. والغريب في الأمر أن الصناديق التي بها مواد مغربية بجودة عالية تحمل إسم إسبانيا كبلد منتج ، في حين المنتوجات التي انتهت صلاحيتها بسبب تأخرها عن موعد الوصول يتم تخزينها في مستودعات إسبانية قصد إعادة تعليبها في كراتين تحمل إسم"ماروك". وهذه طريقة غير أخلاقية تلجأ لها بعض الشركات الحاقدة على المنتوج المغربي لتشويه سمعته ومحاولة منع كل تعامل مباشر مع المنتجين المغاربة وخاصة في مجال المواد الفلاحية التي تنافس نظيرتها الإسبانية. وبالرغم من تدخل بعض التجار الإسبان للتقليل من قيمة المنتوج المغربي، والامتيازات التي يمنحها لهم الإتحاد الأوروبي، وكذا ظاهرة تأخر وصول البواخر القادمة من المغرب دون صدور توضيحات للأسباب، إلا أن الطماطم أنقذت سمعة المغرب بتربعها على عرش جودة جميع المواد الفلاحية القادمة إلى ألمانيا رغم حقد بعض الحاقدين وتقاعس بعض المسؤولين. [email protected] mailto:[email protected]