علم لدى مصدر قنصلي أن خمسة مغاربة من أسرة واحدة قضوا ، صباح أول أمس الجمعة ، في حريق شب بشقتهم داخل بناية للسكن الاجتماعي بمدينة نيم (جنوبفرنسا)، فيما يوجد ثلاثة آخرون في حالة جد خطيرة. وأوضح المصدر أن الأمر يتعلق بأسرة علا المنحدرة من منطقة الناظور والمقيمة بهذه المدينة منذ حوالي ثلاثين سنة. وكانت الأسرة تقطن في شقتين توجدان بالطابق السادس بالبناية حيث اندلعت النيران، قبل أن تنتشر إلى الطوابق الأخرى. وتوفي في هذا الحادث الذي لم تتضح أسبابه بعد، كل من رب الأسرة عبد القادر (55 سنة) ووالدته (74 سنة) وثلاثة من أبنائه (فتاة في ال15 وولدان يبلغان من العمر11 و26 سنة)، فيما تم نقل الزوجة وإبنين آخرين (4 و21 سنة) إلى المستشفى في حالة حرجة. وحسب المصدر ذاته، فإن فردا واحدا من العائلة وهو شاب (23 سنة)، نجا لأنه لم يكن بالبناية وقت وقوع الحادث ، وذكرت مصالح الإنقاذ أن عشرة سكان آخرين بالبناية تعرضوا لإصابات خفيفة، فيما يوجد ثلاثة آخرون في حالة جد خطيرة. وأعاد الحريق قضية السلامة والوقاية من الحرائق في البنايات إلى واجهة النقاشات في فرنسا، فحسب شهادات جيران أسرة علا، التي توفي خمسة من أفرادها في هذه المأساة ويوجد ثلاثة آخرون في حالة جد خطيرة، فإن مجرى تسريب الدخان كان مغلقا كما أن مسلك الولوج إلى سطح البناية كان مقفلا أيضا، مما صعب الأمر على أي محاولات للإنقاذ. وفي السياق ذاته، فإن البناية لم تكن تتوفر على جهاز للإنذار بالحريق، إذ أن هذا النوع من الأجهزة لا يعد إجباريا، غير أن هناك مقترح قانون يوجد منذ أزيد من سنة، ويرتقب أن تتم المصادقة عليه منتصف يناير الجاري. واعتبر داميان ميسلو، النائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (أغلبية) وأحد مقترحي هذا القانون، أن "الوقت حان للمصادقة على هذا التشريع حتى نقطع مع هذه المآسي". وأكد في حديث على أمواج إذاعة (إر تي إل) "هناك حاليا 800 شخص يموتون جراء حوادث حريق في فرنسا و10 آلاف من الجرحى، والقانون سيمكن من خفض هذه الأرقام بالنصف". وأضاف ميسلو "حين سيدخل القانون حيز التنفيذ، ستفرض على جميع البنايات وضع كاشف مستقل للدخان مع محذر صوتي، مما سيمكن من تحذير السكان". وبخصوص السبب في اندلاع حريق نيم، فإن فرضية الحادث العرضي تعد الأكثر ترجيحا في الوقت الراهن من طرف السلطات القضائية. وذكر الوكيل المساعد جيلدا بافي الذي توجه إلى عين المكان مساء أول أمس الجمعة، أنه "يمكن أن يتعلق الأمر بمشكل كهربائي في المطبخ"، مشيرا إلى أن قطعة قماش كانت موضوعة على فرن أو موقد. روبورتاج في الموضوع