حشودُ محتجِّين غصَّ بها دربُ عمر فِي الدارالبيضاء، صباح اليوم، لدَى إطلاقِ المركزيَّات النقابيَّة الثلاث؛ وهي الاتحاد المغربِي للشغل، والكنفدراليَّة الديمقراطيَّة للشغل، والفيدراليَّة الديمقراطيَّة للشغل، مسيرةً وطنيَّة، فِي ردِّهَا على ما اعتبرتهُ تنصلًا للحكومة من فتحِ حوارٍ اجتماعي، بالرغمِ من رفعِ مذكرةٍ إلى بنكيران، فِي الحادِي عشر من فبراير الماضِي. مراسلة الحكومةِ للنقاباتِ من أجل الدخولِ فِي حوارٍ اجتماعِي حول القضايا المطروحة، لمْ تفلح فِي إقناع النقابات والمنضوِين تحتَ لوائهَا، فِي العدول عن قرارهَا، واعتبرتهُ فِي ما رفعتهُ من لافتاتٍ "حوارًا مغشوشًا"، مصرَّة على إدراج مطالب ترى الحكومة أنها غير واقعيَّة، والاستجابَةُ إليهَا جملةً أمرٌ غيرُ متأتٍ فِي الوقتِ الراهن. المطالبُ التِي رفعتهَا النقابات الثلاث، كمَا جرَى الاتفاقُ عليها؛ تشملُ تنفيذَ كلِّ الالتزاماتِ الحكوميَّة السابقة، بما فيها اتفاقيَّة 26 أبريل 2011، مع احترامِ الحقِّ فِي الإضراب، وتعميم الحماية الاجتماعيَّة، علاوةً على تطبيق مدونة الشغل، وتشغيل الشباب، وحاملِي الشهادات منهم، على وجهٍ خاص، كما العمل بالمناولة، ووضعِ حدٍّ للعمل المؤقت. بنكيرانْ..حصَّة الأسد من الشعارات رئيسُ الحكومة، عبد الإله بنكيران، نالَ حصَّة الأسد من الشعارات التي صدحت بها حناجرُ المحتجِّين، فبينَ "بنكيران ارحل" و"بنكيران زيرُو"، ورفع لافتات كتب عليها "بنكيران وزير شبح" رفقةَ صورةٍ ساخرة لرئيس الحكومة، أبدَى المحتجُّون رفضهم للهجوم على القدرة الشرائيَّة، والزيادَة فِي أسعار المواد الغذائيَّة، رافضِين أنْ يتمَّ التضييقُ على تحركهم النقابِي وهم يصيحُون "يا وزيرْ مالكْ مخلُوعْ..الإضراب حق مشروع". الشعاراتُ كمَا تابعتهَا هسبريس بدءً من ساحة النصر، مرورًا بشارع الياقوت، للوصولِ إلى ساحة "الحمام"، لمْ تسرْ فِي منحًى واحدٍ، ففِي الوقتِ الذِي صبَّ الكثيرون جامَ غضبهم على الحكومة ورئيسها، لمْ ينج الأمين العام للاتحاد الشغالِين بالمغرب، حميد شباط، بدورهِ، والذِي تراجعَ عن المشاركة قبل يومين، من شعاراتِ مستخدمِي شركة سيتي باص المطرودِين بفاس، وكالُوا نقدًا لاذعًا لعمدة فاس، الذِي اعتبروهُ مسئولًا عن معاناتهم. ولأنَّ اليومَ يومُ احتجاج، فقدْ انضمَّ إلى المسيرةِ سكان بعضِ دور الصفِيح في الدارالبيضاء، كمَا هو الشأنُ بالنسبة إلى سكان دوار بنت الكزار، عن الحيِّ الحسنِي، حيثُ رفعُوا لافتةً صاحُوا عبرهَا "من لا سكنَ لهُ لا وطنَ لهُ، طالبُوا فِيه بتمكينهم من سكنٍ يضمنُ كرامتهم، وعدم مضايقتهم فِي دور الصفِيح، وفِي أياديهم رسائلُ كتبُوا عليها "ما تقيشْ براكتِي". الأموِي، بنكيران فقدَ شرعيته الأمينُ العام للكنفدراليَّة الديمقراطيَّة للشغل، نوبير الأموي، قال فِي تصريحٍ لهسبريس إنَّ مسيرة السادس من أبريل رسالة مؤداهَا أنَّ النقاباتِ متمسكَة بمطالبها، ووضع الحكومة أمام مسؤوليتها، "فإمَّا أنْ تكون هناك مفاوضاتٌ جماعيَّة حقيقيَّة بعيدًا عن العبثيَّة وإمَّا سيفرضُ خيار الكفاح نفسه، بأشكال وأساليب متطورة، كيْ تعود الأمور إلى نصابها. نوبير الأموِي قللَ من شأن دعوة الحكومة إلى إجراء الحوار، قائلًا "مكاينْ لَا حوار لا خوَار"، لقد اتفقنا عام 1996، مع الحكومة آنذاك، بعد سلسلةٍ من الإضرابات على مبدأ المفاوضات الجماعيَّة كما تقرهُ المواثيق الدوليَّة، وعلى تنظيم جولتين منها كل سنة، واحدةٌ في الخريف مع الدخول الاجتماعِي، وأخرى في أبريل، "وقد التزمت الحكومات السابقة بالتصريح المشترك، الخطأ أصبح اليوم مكلفًا والوضع صعبٌ جدا. وردًّا على سؤالٍ بشأنِ قول بنكيران إنَّ مسيرة اليوم مسيسَةٌ، أردفَ الأموِي أنَّ كلَّ شيءٍ مسيس، أصلًا وفصلًا، "نحنُ نشتغلُ في السياسة، ونضالنا هُو نضالٌ سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافِي، وزادَ الأموِي أنَّ لا وجودَ لرئيس الحكومة في المغرب، وبنكيران فاقد للشرعيَّة، "هلْ كانت الانتخابات ديمقراطيَّة كيْ تكون الحكومة ذات شرعيَّة؟ لقد خبر المغاربة التزوير وهم يعرفون الوضع جيدًا". عبد السلام: الحكومة "نيوليبرالية في كل الاتجاهات العزيز عبد السلام، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، قال في تصريحٍ لهسبريس، إنَّ دعم مسيرة النقابات، يومه السبت، مردهُ إلَى رفعهَا شعاراتٍ تنافحُ عن الشعب، ورفض ضرب القدرة الشرائيَّة، سيمَا أنَّ ثمَّة قرارات تتخذ بشكلٍ انفرادِي من الحكومة، "حكومة بنكيران تنتهجُ سياسَة نيوليبراليَّة في كل المجالات، سواء فِي الجانب المتعلق بحقيقة الأسعار أوْ التوازنات الماليَّة، وضرب التوازنات الاجتماعيَّة". جلدُ صحفيِّين إنْ كانت مسيرة الأحد، قدْ استقدمت الآلافَ من مختلف جهات المغرب، فإنَّ ارتباكًا لوحظَ على مستوى التنظيم، وتأمين مرور الأمناء العامِّين للنقابات، حتَّى أنَّ الصحفيِّين جوبهُوا بعنفٍ من لدن المنظمِين وهم يحاولُون أخذَ تصريحاتٍ، إذْ اضطرًّا مرافقُوا نوبير الأموِي مثلًا، إلى تهريبه صوبَ إحدَى العمارات، وسطَ حالةٍ من الفوضَى، وبعضُ مرافقيه ينهالُون بأحزمة سراويلهم على المتحلقِين كيْ يخلُوا سبيلهم. تعنيفُ عددٍ من الصحفيِّين، قال رئيس النقابة الوطنيَّة للصحافة المغربيَّة، يونس مجاهد، إنَّه تلقَّى معطياتٍ وعاين حالات أظهرت تعرض صحفيين للعنف، فيما كانُوا ينوون القيام بعملهم، حتَّى أنَّ هناك من تعرضَ للعنف من طرف المنظمِين "وهو أمرٌ نحتجُ عليه ونرفضه، وسنبلغُ النقابات احتجاجنا بشكلٍ رسمِي، سيمَا أنَّ هناك من حاولَ إلزام الصحافيين بلبس صدريَّات تحملُ اسم نقابةٍ معينة"، يورد مجاهد.