أفادت مصادر مطلعة لهسبريس أن جامعات عمومية اسبانية رفضت حضور أساتذة جامعيين مغاربة يُدرسون في شعبة القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط، في ندوة دولية حول "الصحراء الغربية"، تُنظم بمدريد يومي 4 و5 أبريل، بدعوى أن تنظيم الندوة خضع لترتيبات سابقة. وتقدم خمسة أساتذة جامعيين، وهم: محمد حنين، وأحمد بوجداد، ومنار عبد الرحيم اسليمي، وعبد الواحد الناصر، وهشام الإدريسي، بطلب المشاركة في 24 مارس المنصرم إلى اللجنة المنظمة للمشاركة في الندوة المذكورة التي دأبت مجموعة من الجامعات العمومية الاسبانية على عقدها على مدار ثماني سنوات. هذا الرفض دفع رئيس الشعبة، الدكتور أحمد بوجداد، إلى توجيه رسالة يوم الأربعاء الماضي إلى عمداء الجامعات الاسبانية المعنية، يوضح فيها الأهداف الكامنة وراء طلب المشاركة في الندوة، معبرا عن استياء أساتذة الشعبة من إقصائهم من المساهمة في أشغال الندوة. وبحسب مصادر هسبريس فإن هذه الندوة من المقرر أن يترأس افتتاحها ما يسمى بالوزير الأول في جبهة البوليساريو الانفصالية، الشيء الذي يفيد تأثيرات لوبي ضاغط على الوسط الجامعي الاسباني، من أجل توظيف الجامعات الاسبانية لخدمة أغراض الطرح الانفصالي، خاصة أمام التعبئة الإعلامية الواسعة لتغطية أشغال هذه الندوة على مدى يومين كاملين. وفي اتصال هسبريس مع الدكتور محمد حنين (يمين الصورة)، أكد أنهم كأساتذة باحثين يشتغلون في رحاب جامعة لها مكانتها العلمية المرموقة على الصعيد الجهوي والدولي، يتجلى هدفهم من المشاركة في الندوة المنظمة من قبل الجامعات الاسبانية في الاستفادة من مداخلات زملائهم الأسبان حول موضوع يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لهم". وتابع حنين بأن الهدف من المشاركة يرمي إلى تقديم عروض علمية وأكاديمية حول الإشكالات المطروحة للنقاش، وذلك بهدف إغناء النقاش في إطار حوار علمي وتبادل للآراء باعتبار الجامعة فضاء للمعرفة والبحث العلمي، وفضاء محايد يتم فيه التعبير عن الرأي والرأي الآخر. وأبدى حنين أسف أساتذة شعبة القانون العام والعلوم السياسية بسبب إقصائهم من المشاركة، واصفا ذلك بأنه "سابقة سيئة في العلاقات بين الجامعات وسلوكا مخالفا للأعراف والتقاليد الجامعية"، معبرا عن "رفضه لتحول الجامعة لخدمة أجندة معينة أو لفضاء لتصفية حسابات سياسية". وشدد المتحدث ذاته على أن "العلاقات المغربية الاسبانية المتميزة تفرض عدم تكرار مثل هذا السلوك، داعيا إلى الحرص بالمقابل على تطوير آليات التعاون البناء بين جامعات البلدين، بما يكفل الاستفادة من الخبرات وتبادل التجارب بين الأساتذة الباحثين" وفق تعبيره.