أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، يوم الثلاثاء الماضي ، أن خطباء المساجد، الذين يقارب عددهم عشرين ألفا بالمملكة، ملتزمون بالقواعد المنضبطة بالسنة النبوية الشريفة، وبعيدون عن كل أنواع التطرف. وأضاف التوفيق، في معرض جوابه عن سؤال شفوي حول موضوع "محاربة أنواع التطرف والغلو في خطب بعض أئمة المساجد" لفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، أنه "إذا كانت تحدث، بين الفينة والأخرى، انزلاقات تتفاوت في الابتعاد عن السنة، فهي نادرة جدا، ولم تتعد ثلاثين حالة في أي عام من الأعوام السبعة الماضية"، مشيرا إلى أن النادر لا حكم له. وأكد الوزير أنه عندما يصدر من خطيب قول يستدعي تنبيهه إلى ضوابط الخطبة، فالمسطرة المتبعة تتمثل في أن يسأل الخطيب من طرف المجلس العلمي المحلي، مبرزا أن كل الذين جرى استدعاؤهم في مثل هذه الحالات النادرة عبروا عن حسن النية، وجرت دعوتهم إلى التحلي بمزيد من الاحتياط. كما شدد على أنه لا يوجد "في مساجدنا خطيب متطرف ولا مخالف للضوابط مصر على المخالفة، وليس بينهم مدسوس يمكن أن يعتبر معبرا عن نزعة إديولوجية"، مضيفا أن "كل أصحاب الإديولوجية من كل التيارات السياسية وغيرها، مقتنعون بأنهم خاسرون إذا ما حاولوا استعمال المساجد، التي ينبغي أن يتساوى في الغيرة، على جعلها محايدة تخدم الأمة، جميع الفاعلين في المجتمع". من جهة أخرى، أكد التوفيق أن الخطباء في المغرب أحرار في إنشاء خطبهم، وهم محل ثقة ومسؤولية، مشيرا إلى أن انفعال بعضهم أو تفاعلهم مع بعض الوقائع، قد يؤدي بهم إلى أخطاء توقع في التعيين المنهى عنه شرعا. وشدد على أن خطبة الجمعة لها قواعد منضبطة بالسنة النبوية الشريفة، مذكرا في السياق ذاته أن الوزارة أصدرت دليلا للإمام والواعظ والخطيب يشرح هذه القواعد، وكل هؤلاء ملتزمون بما ورد فيه من توجيهات. وأشار إلى أنه يلقى في مساجد المغرب كل عام حوالي مليون خطبة جمعة، مؤكدا أن منبر الجمعة هو أعظم المنابر التربوية الإعلامية وأجدرها بأن يستغل في مختلف عمليات التكوين والتحسيس والتعبئة، لكل ما فيه خير الأمة والفرد والمجتمع.