أدت اصلاحات اجتماعية على مدى عقد من الزمان لتوفير مزيد من الحريات للمغربيات غير أن اللاتي أنجبن دون زواج ما زلن يلقين معاملة المجرمات فيهجرهن أقاربهن وأصدقاؤهن. على مرأى من عائشة الشنا الممرضة بمستشفى في الدارالبيضاء فصلت أم غير متزوجة بالقوة عن طفلها الوليد فأصيبت عائشة بالصدمة لا سيما وقد كانت هي الاخرى قد أنجبت في الاونة الاخيرة. وقالت انه "فيما جذبت الممرضة الاخرى الرضيع من على صدر أمه انسكب حليبها على وجهه وراح في البكاء.. تلك المرأة كانت ملتزمة تجاه طفلها ومع ذلك أجبرت على التخلي عنه." راحت صرخات الطفل ومحنة أمه تطارد عائشة التي تركت عملها لتكرس نفسها للامهات العازبات اللاتي يجري في الاغلب اقناعهن بالتخلي عن أطفالهن بدلا من العيش في حالة من العار والسخط العام. وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمان قدمت جمعية التضامن النسوي التي ترأسها مستقبلا مستقرا لالاف النسوة بحيث لا يتعين عليهن التخلي عن أطفالهن. ويقدم مستشارون الدعم النفسي للامهات. ويتابع أطباء أحوالهن الصحية ويجري على مدى ثلاثة أعوام تعليمهن المهارات التي يمكن أن تدر عليهن دخلا مثل الطبخ والخبز والحياكة والتجميل بالمساحيق وتصفيف الشعر. وأدى نشاط عائشة الشنا الى أن صارت أول امرأة عربية تفوز بجائزة أوباس الامريكية وقيمتها مليون دولار. وهي جائزة تمنح للافراد على انجازاتهم المتميزة في حل المشاكل الاجتماعية الخطيرة. وتسلمت عائشة الجائزة هذا الشهر وأهدت فوزها للعاهل المغربي الملك محمد السادس وللشعب المغربي. ولكن ما زال أمامها بعض التحديات. وقالت عائشة الشنا في مقابلة مع رويترز "لن يكون هناك وضعية للام العازبة في المجتمع المغربي لن يمكنها أن تقرر مصيرها وتعيش كأم خارج مؤسسة الزواج." وكثير من الفتيات اللاتي تحولن الى أمهات عازبات فصلن عن ذويهن ليخدمن في المنازل. وحينما يصلن الى سن البلوغ يتحولن الى البغاء لا سيما وأنهن لم ينلن أي قسط من التعليم. ويحصل البعض منهن على وعود بالزواج لقاء ممارسة الجنس. ولكن يتم التنصل من الوعود فيما بعد. وتجعل هذه الوصمة الاخلاقية من هؤلاء النساء منبوذات ويتعرض من يساعدهن لعواقب من جانب المحافظين في المجتمع. وهدد اسلاميون باغتيال عائشة الشنا في عام 2000 قائلين انها " كافرة وتشجع الرذيلة". وفي العام ذاته منحها العاهل المغربي الملك محمد السادس وساما ومساعدة مالية. وتقول ان جمعية التضامن النسوي لا تساعد النساء المستمرات في العمل في البغاء. وتساءلت عائشة "كيف أشجع الدعارة والفتاة تأتيني بطفلها بين ذراعيها.. هل أخذ الطفل وأضعه في المحرقة.. أم أحاول حل المشكل بالتي هي أحسن بما أن ما لا يجب أن يحدث قد وقع والتشدد سيزيد من استفحال المشكل." ونقلت صحيفة الاحداث المغربية عن احصاء أجرته جمعية الاسرة المغربية القول ان ما يصل الى 600 مغربية يجرين عمليات اجهاض سرا كل يوم. وأضافت أن استطلاعا شمل 437 امرأة أظهر أن 165 منهن أجرت عملية اجهاض واحدة على الاقل. ونصف هؤلاء أجرين عملية اجهاض قبل الزواج. وقالت عائشة ان بعض المتشددين الدينيين الذين هاجموها يسمح لهم بهجر زوجاتهم لانهم يجرون زواجا شفهيا دون ابرام عقد مكتوب. وأضافت "الاسلاميون الذين هاجمونني ربيت أطفالهم لقد جاءتني نساء من تيارات اسلامية تزوجن بالفاتحة و/اني زوجتك نفسي/ ليتملص الزوج من مسؤوليته بعد أن تحبل المرأة." وتابعت "ليس الاسلاميون من أظهروا لي العداء بل حتى بعض المثقفين المغاربة من أطباء ومهندسين ورجال قانون."