قامت قناة "إمْ6" الفرنسية بتصوير تحقيق لمدة ثلاثة أيام حول ممتهني التهريب المعيشي الناشطين بين مدينة مليلية المحتلة وأسواق الناظور.. حيث تمكنت القناة الفرنسية، خلال هذا التحقيق الفضائحي، من التقاط صور فضائحية بالفيديو على مر الأيام الثلاثة التي استغرقها التصوير، وحاولت إظهار المعاملة غير اللائقة التي يتعرض لها المواطنون المغاربة، سواء جاءت الإهانة على أيدي الإسبان أو المغاربة من الساهرين على المعابر الحدودية لتأمين الإجراءات وحفظ النظام. "" وتمكن مصور قناة "إمْ6" من تصوير أحداث عنف وقعت أول أمس الأربعاء بمعبر "باريو تشينو" داخل الحيز التابع للتواجد الإسباني، المخصص لممتهني التهريب المعيشي، حيث وقف على تفاصيلها بالكامل لتكون محورا أساسا ضمن البرنامج المرتقب بثه بعد ثلاث أسابيع على القناة الفرنسية المذكورة وإذاعات أخرى مقتنية لحقوق البث، حيث تمّت الإشارة إلى كون الأمر ارتبط بمهزلة كبيرة جرّاء قيام أفراد من الحرس المدني الإسباني بالتنكيل بعدد من المهربين على مرأى ومسمع من طاقم البرنامج الذي وثّق الواقعة بالصوت والصورة، قبل أن يعمد المغاربة المنكل بهم إلى رشق فرد قريب منهم من الحرس المدني بالحجارة ، وهو المنتمي لمسلمي مليلية، وحامل لاسم مُحمَّادي، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المصالح الطبية المختصّة لتلقي العلاج من جروح غائرة نالت منه، بينما تم إعتقال ثلاثة أفراد، مشكوك في تورطهم بالحادث، من لدن عناصر الشرطة المغربية قبل إطلاق سراحهم بعد زمن يسير من ذلك. وأكّد سعيد الشرامطي، بصفته رئيسا لجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، بأنه تلقى اتصالا من طاقم البرنامج الفرنسي، عمد بعدها إلى منح تصريح أمام كاميرا البرنامج حول المعاملة اللاّ إنسانية التي تنال من ممتهني التهريب المعيشي من لدن المغاربة والإسبان، مؤكّدا أنّه تناول بالذكر موضوع الشكايات المقدّمة للنيابة العامة بالناظور ومليلية بشأن النوازل الواقعة، والتي تبقى في أغلب الحالات خارج النظر القضائي بالمدينتين. وقد تمّت الإشارة إلى كون التصوير بالناظور لم يتطلّب الحصول على تراخيص رسمية لاعتماده على فضاءات خاصة متمثلة في ولوج دور سكنية يقطنها بعض المهربين المعيشيين إضافة لعيادة طبية بالناظور لإبراز معاناة حامل مشتغلة ضمن هذا المجال وفق تصريحات طبيب مختص متابع لحالتها وجنينها. وقد استرعى التصوير انتباه المصالح الاستخباراتية بمليلية لكونه تمّ في مجمله من داخل الثغر المغربي العارف لتواجد الإسبان، حيث سهر المخبرون على تتبع كافة تفاصيل التصوير قبل رفع تقارير محلية ومركزية بشأنها مخافة تأثير مثل هذه الربورتاجات على سمعة إسبانيا في الحقل الحقوقي ومكانتها بالاتحاد الأوروبي. وارتبط تواجد قناة "إمْ6" الفرنسية بالريف بأول تواجد لها بالمنطقة من قبل، حيث تطرقت في حلقة كاملة لظاهرة التهريب الدولي للمخدّرات انطلاقا من سواحل الناظور، حيث لقيت تلك الحلقة متابعة واسعة وأعيد بثها أكثر من مرّة على نفس القناة وقنوات أخرى مقتنية لحقوق البث.