جرى يوم الأحد بالدارالبيضاء تقديم أكبر كيس إيكولوجي مصنوع من الثوب بالعالم، من مقاس (6ر13متر / 12 متر)، على أمل تسجيله ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وبهذه المناسبة، أوضحت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي أن هذه التظاهرة الإيكولوجية المواطنة تهدف إلى تحسيس الرأي العام الوطني بمخاطر استعمال الأكياس البلاستيكية، وتحفيزه على استخدام بدائل بيئية، إلى جانب ترسيخ أنماط مستدامة في الاستهلاك. وقالت الحيطي، إن تقديم هذا الكيس الإيكولوجي يأتي في إطار الحملة المنظمة لمحاربة استعمال الأكياس البلاستيكية، والتي كانت قد انطلقت في 2011، وهمت تجميع 2ر2 ألف طن من الأكياس البلاستيكية السوداء، وتغيير نمط تصنيع هذا النوع من الأكياس التي تشكل خطرا حقيقيا على البيئة والزراعة، وتهديدا للصحة العامة. ومن جهتها، أبرزت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة مروان، في تصريح مماثل، الجهود المبذولة من أجل تشجيع الاقتصاد الأخضر، الذي يعد رافعة جد مهمة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مشيرة إلى البرنامج النموذجي للأكياس البديلة، الذي تنخرط فيه الوزارة بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، ويهدف إلى تشجيع استعمال أكياس الثوب البيئية، من خلال إنتاج حوالي 3 مليون كيس إيكولوجي من طرف 139 تعاونية للخياطة، وتوزيعها عن طريق 73 جمعية من الجمعيات البيئية المحلية ب26 مدينة. وذكرت أن نسبة 9ر0 في المائة من تلك التعاونيات هي تعاونيات نسائية، استطاعت من خلال انخراطها في هذا المشروع البيئي، أن تسجل إسهامها القوي في مجموع المبادرات الرامية للحفاظ على البيئة، وأن تنجح في تنمية مداخيلها وتطوير إنتاجها. وذكرت أن البرنامج، وإضافة إلى كونه سيسهم في نشر سلوك استهلاكي يحترم البيئة، له دوره في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال مساعدة التعاونيات المنخرطة فيه على الرفع من قدراتها وتعزيز إمكاناتها عبر تشجيع التشغيل الذاتي، مضيفة أنه يتبنى مقاربة تشاركية تتيح الجمعيات المحلية المساهمة في حملات تحسيس الأسر المغربية بضرورة استعمال الأكياس البديلة، وتوعيتها بالمخاطر المتمثلة في استعمال الأكياس البلاستيكية وما تمثله من تهديد للبيئة والصحة، وتعريفها بأنماط الاستهلاك المستدام. وحسب منظمي هذه التظاهرة البيئية، فإن الهدف الأساسي من هذه المبادرة يتمثل في تحسيس سكان العاصمة الاقتصادية للمملكة بأهمية انخراطهم في الجهود الهادفة إلى النهوض بالأوضاع البيئية داخل المدينة، والحفاظ على نظافتها، بشكل يجعلها تستجيب لتطلعات ساكنتها إلى العيش اللائق والكريم. وأضافوا أن عرض هذا الكيس، والطموح إلى تدوينه ضمن موسوعة الأرقام القياسية العالمية، يعكس مدى انخراط المجتمع المدني المحلي في البرامج البيئية الخاصة بالمدينة، والتطلع إلى جعلها سباقة في هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي. وشارك في صناعة هذا الكيس نسيج جمعوي يضم 60 جمعية تمثل مختلف مناطق جهة الدارالبيضاء الكبرى، بتعاون مع طلبة المدرسة الحسنية للأشغال العمومية وطلبة نادي (إناكتيس).