غالبا ما يتحدث المجتمع في المغرب، على غرار باقي الدول العربية، عن أزمة المرأة الوحيدة، فهو ينظر إليها باعتبارها امرأة تعيش وضعا صعبا، خصوصا إذا كانت أما عازبة، مطلقة أو أرملة. وتوحي النظرة النمطية بأن حياة المرأة انتهت بعد الرجل، إلا أن هذا لم يمنع من ظهور نماذج لنساء استطعن تجاوز قيود مجتمع ذكوري، نحو تطوير ذواتهن مهنيا وماديا، وبناء أسر ناجحة. طلاقي.. نقطة انطلاقي فاطمة الزهراء (43 عاما)، موظفة بوزارة العدل وأم لابنتين، تحكي ل"هنا صوتك" كيف تحسنت ظروف حياتها بشكل كبير بعد الانفصال عن زوجها السابق، وتقول: "بعد الطلاق أحسست بأنني أستعيد حريتي وانطلاقي، استطعت تطوير مساري المهني من خلال متابعة الدراسة والحصول على الماستر، وانتقلت بعد مباراة وظيفية إلى سلم وظيفي أعلى." ثمن زواج فاشل على عكس الفكرة السائدة التي ترى أن الطلاق يؤثر سلبا على الأبناء، تعتبر فاطمة الزهراء أن "الزواج الفاشل هو ما يؤدي إلى اضطرابات نفسية لدى الأبناء، نتيجة الصراعات التي يشهدونها باستمرار بين الأب والأم." تضيف فاطمة الزهراء قائلة: "بعد الانفصال عن زوجي السابق، بعد عشر سنوات من الزواج، استطعت أن أربي ابنتَي (مريم 21 عاما) و (كوثر 17 عاما) بشكل عقلاني، بعيدا عن ذلك الفصام الذي كان يمكن أن تعيشا فيه نتيجة اختلاف الآراء بيني وبين الزوج السابق". نجاح المطلقة تواجه الأم الوحيدة مسؤوليات تربية أبنائها لوحدها ويتملكها القلق على مستقبلهم. فهي تريد أن تكون قبل كل شيء أما صالحة ومطلقة ناجحة كذلك. "بالفعل شكل لي هذا الأمر هاجسا منذ انفصالي عن زوجي"، تقول فاطمة الزهراء، وتضيف: "استطعت بكثير من الثقة أن أتجاهل كل تلك الآراء السلبية التي تقال عن المرأة التي تربي أبناءها لوحدها، والحمد لله استطعت أن أصادق بناتي، أرافقهن إلى السينما والتسوق، هن الآن متفوقات في دراستهن، مريم كانت الأولى على الثانوية في البكالوريا". جلباب أمي تلخص فاطمة الزهراء أسباب طلاقها في عدم وجود تكافؤ فكري، ولا أي اهتمامات مشتركة بينها وبين زوجها. "كان زواجا تقليديا عن طريق العائلة، للأسف كان زوجي السابق رجلا طيبا يحبني، لكني للأسف لم أستطع رغم مرور عشر سنوات أن أبادله أي عاطفة. فقد كنت أحسه بعيدا". وحول أبرز أوجه الاختلاف بينها وبين طليقها تقول فاطمة الزهراء: "قد يبدو لك الأمر تافها، لكنه شيء مهم بالنسبة لي. أريد رجلا يشاركني اهتمامي بشؤون السياسة والأدب مثلا، يشاركني السهر والسفر." لا أريد زوجا "أكثر ما أمقته هو نظرات الشفقة التي قد يقدمها لي أحدهم حين يعلم بكوني مطلقة". هكذا تقول فاطمة الزهراء متحدثة عن وضعها بعد الانفصال. "للأسف مجتمعنا ينظر إلى المطلقة على أنها امرأة تتصيد الرجال، أو على الأقل هي في قاعة انتظار للرجل". وتضيف "لست أبحث عن زوج، أستطيع تحقيق أماني النفسي والاجتماعي بمفردي، ولن أتزوج فقط كي لا يقال مطلقة". *ينشر بالاتفاق مع هنا صوتك