قال المقرئ الإدريسي أبو زيد، إن المنظومة التعليمية بالمغرب تعاني مما سماه معضلة كبيرة، موضحا في محاضرة قدمها أخيرا بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية، أنها تكلف الدولة كثيرا باستهلاكها لأزيد من 25 في المائة من الميزانية العامة. ورأى المفكر المغربي أن أي إصلاح للقطاع التعليمي لا بد أن يمر من ثلاثة مداخل أساسية، حددها في الحكامة في التدبير، داعيا إلى ربط الإنفاق العمومي على التعليم بمخرجاته وبجودته. وحدد المتحدث المدخل الثاني في نظره لإصلاح قطاع التعليم في وجوب توفير مبدأ الاستقلالية والسيادة و خصوصا على المستوى المالي، مطالبا في هذا الصدد إلى الاستغناء عن قروض الدعم التي تقدمها المؤسسات الدولية، معتبرا أن الدعم غالبا يكون مشروطا، مما يخلق نوعا من "الهجانة" داخل المنظومة التعليمية نظرا للشروط التي تمليها هذه المؤسسات بمقابل دعمها للتعليم بالمغرب. وحدد أبو زيد المدخل الثالث في لغة التدريس، مؤكدا على أن استمرار الارتباط باللغة الفرنسية التي لم تعد في رأيه تجد لنفسها مكانا داخل منظومة البحث العلمي حتى في عقر دارها، يعدّ مقامرة بالأجيال وخدمة مجانية للنخبة الفرنكوفونية داخل المغرب لكي تجدد نفسها. وتساءل المقرئ الإدريسي أبو زيد، عن مصير أكاديمية اللغة العربية، وعن عدم إخراجها إلى حيز الوجود، رغم اتخاذ القرار بشأنها منذ سنة 2003، داعيا إلى تقوية حضور اللغة العربية بالمشهد التعليمي مع الانفتاح على اللغة الانجليزية والصينية أيضا نظرا لموقعهما المتقدم على مستوى البحث العلمي دوليا.