مبْلغٌ ماليّ كبير، يصل إلى 37.4 مليونَ دولار أمريكي، أي نحو ثلاثين مليارَ سنتيم، ستستفيدُ منه وزارة الصحّة، من طرف الصندوق العالمي لمكافحة السيدا وداءِ السلّ والملاريا، خلال الفترة المُمتدّة ما بين سنتيْ 2014 و 2016، لتعزيز جهود الوزارة في محاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة (VIH)، والذي يصل عدد الحاملين له في المغرب إلى 30 ألف شخص، وداءِ السلّ. واعتبرت وزارة الصحّة، في بلاغ لها، أنّ الدعم المالي الجديد للصندوق العالمي لمكافحة السيدا يأتي، "اعترافا بمصداقية الالتزامات والحَكامة الجيدة وكفاءة تسيير الدعم المالي من طرف الوزارة". وارتفعت الميزانية الجديدة التي حصلت عليها وزارة الصحّة، والتي تمّ توسيعها لتشمل، خلال السنة الحالية، تدابير لتعزيز المنظومة الصحية، (ارتفعت) بنسبة 74 في المائة، مقارنة مع الميزانية التي كان الصندوق قد رصدها للفترة الممتدّة ما بين 2011 و 2013. وجاءت المصادقة على منْح وزارة الصحّة نحوَ ثلاثين مليارَ سنتيم، بعد الموافقة على الميزانية الجديدة، خلال اجتماع الصندوق العالمي لمكافحة السيدا وداء السل والملاريا، يوم 7 مارس الجاري، والذي يدخل في إطار تنفيذ النموذج الجديد للتمويل الممنوح من طرف المنظمة العالمية، وهو ما اعتبرته وزارة الصحة. وبخصوص نتائج إستراتيجية وزارة الصحّة في محاربة داء السيدا، أعلنت الوزارة أنّ الدينامية الجديدة المعمول بها، من خلال خطة العمل التي تمتدّ ما بين سنتي 2012 و 2016، مكّنت من بلوغ "تغطية جد مُرضية لفائدة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية (السيدا)"؛ وبلغة الأرقام، التي أعلنت عنها الوزارة، فقد بلغت نسبة العلاج بمضادات الفيروسات الرجعية، 53٪، فيما تمّ التكفّل ب6464 مريض بالمجان من طرف الوزارة. وحسب المعطيات التي كشفت عنها وزارة الصحّة، والمتعلقة بالحملتين الرئيسيتين اللتين نظمتهما الوزارة، من أجل الكشف عن فيروس السيدا، خلال سنتي 2012 و 2013، فقد مكّنت الحملة الوطنية لسنة 2013 من تحقيق 460.867 اختبار، وهو ما مثُل، حسب المُعطيات ذاتها، نسبة 126٪ مقارنة مع الهدف المحدد للحملة، وبلغ عدد الاختبارات التي استفادت منها النساء الحوامل مجانا 73.053 اختبار، وهو ما يمثّل 80٪ من الهدف المسطر. ويبلغ عدد المغاربة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، حسب آخر الإحصائيات التي أنجزت خلال سنة 2012، ثلاثين ألف شخص، فيما لا يتعدّى عدد الحالات المصرّح بها، إلى نهاية شهر أكتوبر من السنة الماضية، 8040 حالة، وهو ما يعني أن 22 ألف شخص، من بين ال30 ألف شخص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة، يتعايشون مع الفيروس، دون أن يدروا أنهم حاملون لهن، وهو ما اعتبره وزير الصحة، حين إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للكشف عن السيدا، خلال شهر نونبر من السنة الماضية، "أمرا خطيرا جدّا"؛ وبشكل إجمالي، فإنّ عدد الحالات المصابة بفيروس السيدا، يستقرّ عند 0.1 في المائة، من إجمالي الساكنة المغربية.