دق أكثر من ألفي خبير وباحث دولي في مجال السكان ناقوس الخطر بشأن تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية لسكان العالم خصوصا في ظل ما أفرزته تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. "" فقد تجاوز عدد الجياع المليار وأربعمائة مليون شخص فضلا عن انضمام خمسين مليون شخص سنويا إلى شريحة الفقراء مع تراجع نسب الدخل الفردي وارتفاع نسبة الهجرة وفي المحصلة اختلالات باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي العالمي . وقال المشاركون في المؤتمر الدولي السادس والعشرين للسكان، الذي يعقد لأول لمرة في بلد عربي وإفريقي، إن غالبية الدول حاولت تجاوز تداعيات الأزمة الإقتصادية والمالية من خلال تقليص حجم الإنفاق الإجتماعي وكانت النتيجة كما تقول ريما خلف المساعدة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة تراجع معدلات التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل وارتفاع معدلات الجريمة جراء تقليص نفقات تمويل أجهزة الأمن خصوصا في الدول العربية . وقالت ريم خلف في تصريح لبي بي سي إن إنعكاسات الوضع الإجتماعي ستطال الأوضاع الأمنية في العديد من الدول جراء حالات الإحتقان التي تعرفها بعض البلدان والتي قد تؤدي إلى احتجاجات ومظاهرات قد يصعب احتوائها . ورفعت الأزمة الاقتصادية عدد العاطلين عن العمل في أنحاء العالم إلى مائتي مليون شخص، وباتت الدول العربية على سبيل المثال ملزمة بتوفير عشرين مليون فرصة عمل سنويا لمواجهة التحديات الديمجرافية والبحث عن موارد مالية إضافية لتغطية العجز الناجم عن تراجع عائدات المغتربين والتي تدنت بأكثر من عشرة في المائة فضلا عن تقلص حجم الاستثمارات والمساعدات الأجنبية وهو ما أثر سلبا على جوانب الرعاية الصحية والتنمية الاجتماعية والبنية التحتية . وقال أحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط في المغرب إن العالم العربي بصفة خاصة مدعو لوضع اجراءات استباقية للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإجتماعية وذلك عبر توزيع عادل لثمار النمو ومحاربة الفقر والتهميش ووضع خطط لضبط سياسة الإنجاب لتفادي أي انفجار ديمجرافي . وأكد الحليمي في تصريح لبي بي سي أن على الدول العربية نهج سياسة تكاملية ترتكز على دعم الدول النفطية للبلدان الفقيرة وفتح أسواق العمل في وجه اليد العاملة العربية وتمويل المشاريع الإنمائية داخل الدول العربية . وما يزيد الوضع سوءا ، تداعيات التغيرات المناخية جراء الاحتباس الحراري وهو ما يؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية وتراجع الدخل الزراعي مما يهدد الأمن الغذائي العالمي في ظل ارتفاع الأسعار وتوقعات ازدياد عدد الجياع بنحو مليون شخص سنويا واللجوء إلى انتاج الوقود الحيوي على حساب الغذاء. وقالت ثريا أحمد عبيد المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة إن أزمة الغذاء التي يعرفها العالم ستؤدي إلى موجات هجرة سكانية غير منتظمة بحثا عن مصادر المياه والغذاء وقد تتطور إلى نزاعات مسلحة حول مصادر المياه مستقبلا . ودعت ثريا عبيد في تصريح لبي بي سي إلى إعادة النظر في السياسات الزراعية من خلال دعم المزارعين الصغار لتمكينهم من تحقيق اكتفاء غذائي ذاتي وثنيهم عن التفكير في الهجرة . ورغم قتامة الصورة يقول بعض الخبراء إن الأرقام المعلنة لا تعكس واقع حال سكان العالم لكون المعلومات المتوفرة مستقاة من الإحصاءات السكانية التي غالبا ما تقام مرة كل عشر سنوات. وسيبحث المؤتمر الدولي السادس والعشرين للسكان الذي تشارك فيه أكثر من مائة وعشر دول في الظواهر الديمجرافية والتعليم والصحة الإنجابية والسياسات السكانية ، ويقول المنظمون إن المؤتمر ليست له أية أجندة سياسية ولن يصدر عنه أي توصيات أو قرارات، بل سيحاول تشخيص الداء واقتراح الدواء من منطلق علمي.