حمامي يطأ "أرض النور" في الرباط

يحتضن رواق "ضفاف" بمدينة الرباط، التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، خلال الفترة الممتدة من 10 أبريل الجاري إلى 9 ماي المقبل، معرضا فوتوغرافيا للفنان المغربي البلجيكي جمال حمامي، تحت عنوان "المغرب أرض النور".
ويعرض الرواق، الذي يهدف إلى تعريف الجمهور المغربي بإبداعات مغاربة العالم وإشراكهم في الحياة الفنية والثقافية في وطنهم الأم، تجربة بصرية فريدة للفنان المغربي البلجيكي جمال حمامي، يعبّر فيها عن قراءته الفنية لبلده الأصلي المغرب أو ما يسميه "أرض النور".
ويستعرض المعرض سحر المغرب؛ من خلال مناظره الطبيعية المتلألئة، وهندسته المعمارية الساحرة، ووجوهه المشبعة بالتاريخ. من مدن طنجة وتطوان وأصيلة وشفشاون ومراكش وفاس النابضة بالحياة، تلتقط كل صورة جوهر بلد يغمره الضوء والتناقضات. بين التقاليد العريقة والحداثة، يقدّم جمال حمامي نظرة حساسة وقوية عن هذه الأرض الرائعة.
"أرض النور" حيث تنحت ظلال النهار المناظر الطبيعية، وتتحوّل كل لحظة إلى عمل فني طبيعي. من خلال هذا المعرض، يسعى جمال حمامي إلى مشاركة رؤيته الشخصية للثراء البصري والإنساني لهذا البلد، بعيدًا عن الكليشيهات السياحية.
تكشف صوره عن شعرية الحياة اليومية، والمشاهد الأصيلة، وتلاعب الضوء الذي يضفي بعدًا جديدًا لكل التفاصيل. من الأزرق الفاتح في شفشاون إلى الأحمر الدافئ في مراكش، تحكي كل صورة قصة، تعكس العلاقة العميقة بين الضوء والهوية، وكيف يشكّل الضوء ملامح المنطقة وقوامها وروحها.
جمال حمامي هو مصور فوتوغرافي مغربي بلجيكي، وُلد في الدار البيضاء عام 1961 ويقيم في بروكسل. حصل على دبلوم في التصوير الفوتوغرافي عام 1988 من المدرسة العليا للصورة (Le 75) قسم التصوير الفوتوغرافي، وكذلك من المدرسة التقنية للتصوير الفوتوغرافي في بروكسل (التي تحمل حاليا اسم أنييس فاردا). كما تابع دروسا مسائية في التصميم الغرافيكي في المعهد العالي سان-لوك. بعد سنوات عديدة من العمل في أستوديوهات مرموقة لمونتاج الفيديو، عمل كمستقل في مجالي التصوير الفوتوغرافي والتصميم الغرافيكي.
يندرج عمله وممارسته ضمن تصوير الشارع والتصوير الفوتوغرافي التوثيقي، حيث يركّز على دراسة المشهد الاجتماعي، مع اهتمام خاص بمفاهيم الهوية الثقافية والمجتمع. منذ عام 1987، شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في بلجيكا وخارجها.
ويحرص جمال حمامي من خلال معارضه على استعادة وطنه الأم فنّيا عبر الصورة الفوتوغرافية، بحساسية كبيرة تجاه الثقافة والهوية، وعبر الضوء الذي يساهم في إظهار مكامن الجمال وتبيان التفاصيل التي تسهو عنها الحياة اليومية، مؤرّخًا بذلك للحظات يعيد إحيائها بشكل فنّي في الذاكرة.