إذا كان المغرب الصامد لحد اليوم في وجه القوى المتعددة الداخلية والخارجية التي تستهدف تقزيمه وإضعافه بشتى الوسائل ، يقاوم كل التحديات والإكراهات بإيمان قوي موروث عن أبطال التاريخ بقيت بصماتهم خالدة خلود الدهر ، فإن روابط الإيمان بالله كانت بين كل المغاربة و لا تزال الحصن المحصن للنفوس والأفكار من كل فيروسات التحلل والتشرذم. المغاربة كانوا وسيظلون أمة واحدة ، مؤمنة بالله ، مؤمنة بالوطن. "" قبل شهور ظهر فيروس انفلونزا الخنازير الذي شوش وخلخل طمأنينة المغاربة داخل بلدهم الآمن ، ولقد اتخذ المغرب كل الإحتياطات الضرورية لمحاربة الآفة . المغربي إنسان مؤمن بالله ، مؤمن بالمرض، مؤمن بالموت ، من أجل ذلك وإن مات بانفلونزا الخنازير أو القطط أو الطاعون فقد يموت وهو مؤمن بالقضاء والقدر ومرحب بالمرور إلى الدار الآخرة ليلقى ربه . هذا الإطمئنان الروحي ، واليقيني مهدد اليوم بانفلونزا " مالي" الفيروس الجديد الذي يحول الإنسان إلى " روبوت" مادة خالية من كل الروحانيات، تطالب فقط بالحقوق الدنوية الفردية . فيروس " مالي " خطير يستهدف بنات فكر المؤمن بالله مسلما كان أو حتى مسيحي أو يهودي لأنه يتحلل من التزامات الجماعة ويطالب بالتزامات للأفراد فقط . إن المصابين بهذا الفيروس متناقضون حتى مع أنفسهم ، يطالبون بالحريات الفردية من داخل جمعية ( جماعة ) في حين أنهم يحاولون نسف قانون 222 الذي هو قانون من أجل المحافظة على توازنات الجماعة . المصابون بأنفلونزا " مالي " يمكن اعتبارهم غير مؤمنين بمبدأ ( البيعة ) التي تربط الملك مع الرعية ، على خلفية أن الملك هو أمير المؤمنين . ومن لم يؤمن بالبيعة فهو غير مؤمن بقضايا وطنه ، ومنها قضية الصحراء المغربية . وبذلك يمكن ترتيبه ضمن المخربين الارهابيين . فالمغربي يقبل بأن يموت بسبب تفجير إرهابي أصولي ، ولكنه لن يقبل بأن يموت بفيروس " مالي" الذي يخرجه من العقيدة ، ويهدم توازنه النفسي والروحي. المغربي لن يقبل بأن يلقى ربه وهو على عقيدة الإلحاد ، مصاب بفيروس " مالي" الذي يقضي على كل أشكال الشراكة والتعاون والتآزر ، وينشر الفردانية والأنانية. لاشك بأن الخطر المنتظر من فيروس " مالي" والذي ينتشر على يد طبيبة أمراض نفسية والتي كان من المنتظر منها دعم إيمان المرضى لمساعدتهم على الشفاء بدل حقنهم بفيروس "مالي " الذي يوسع فجوة الأمراض النفسية . كذلك الصحافية التي كان عليها كامرأة ومدرسة بأن تنشر المعرفة والإيمان وسط الشباب عوض أن تتحول إلى طاغوت . من بين سيئات المغرب أنه أعطى سلاحا للنساء الغير وطنيات والغير مؤمنات (المدونة) ،و سيحارب المغرب كدولة ( بالمدونة ) كما حورب الزوج داخل بيته وأمام أطفاله. بالمدونة ، وبحقوق المرأة ، وبالحريات الفردية، سيحارب النساء الدولة وحكوماتها، وسينقلب السحر على الساحر. ما عسى السلطات فعله أمام حاملي فيروس " مالي " لو تم دعمهم من الداخل والخارج إلا ( سَلَكْ ، سَلَكْ ) وعيون الغرب ، وأعداء الوحدة الترابية في ترقب مستمر لتزود منظمة " هيومن رايتس ووتش " بالخرجات ضد الوحدة الترابية. لأن خصوم وحدتنا الترابية ، ووحدة المغاربة الإيمانية في عمل مستمر لنسف قوة المغرب وللحصول على المبتغى . لا شك أن الطبيبة التي أصيبت بالفيروس لها أرضية جعلتها تتبنى فكرتها المرفوضة أصلا ، تتمثل في تقديم خدمة غير واجبة للذين يتعاطون للمخدرات والهرويين والكوكايين وكل المشروبات الروحية والذين لا يستطيعون الصوم . لاشك بأن عددهم تكاثر، وتعول عليهم " مالي " لتمرير برنامجها . هذا هو المغرب ، يسير بسرعة فائقة نخو التغيير في القيم والأخلاق النبيلة إلى الأسوأ ، ومن تم الخطر على راكبي سفينته . فعوض التفكير فيما ينفع الناس هناك من يفكر في شقائهم الدنيوي والأخروي. عجيب أمر بعض الناس الذين يحملون أجساما مغربية وعقولا غربية جاهلية ..نتمنى أن يجنبنا الله فيروس " مالي" وكذلك الخنزيري .